نستيقظ في هذه الدنيا لا نعلم وجهتنا، مسيرين لا مخيرين، قد نكون مخذولين وحيدين ربما نتوه في طرق موحشة مظلمة، وقد نوضع في مواقف صعبة مؤلمة.
ضعف يتملكنا، بكاء قهر يهلكنا نتوه في دوامات الضياع، أحيانا نصبح صم بكم عمي عن تفاهات الآخرين وسفاسف الأمور لا نريد الرؤية ولا السماع الحزن يسرق من السعادة، لتأتي التعاسة تخطف اللحظات الجميلة.
ولكن كل هذا ليس له أدنى أهمية إذا كان حولنا أشخاص يخففون من وطأة منغصات الحياة، يجعلونك في أبهى حالاتك يُنسونك همومك و آلامك، كما لو أنهم ينشرون السلام في أرض دمرتها حرب ملحمية.
يقدمون الخير بلا مقابل ولا ينتظرون أي جزاء، يتواجدون بقربك في أزمتك، يسقونك الماء وهم عطشى، لطالما جعلوا أيامك سعادة، أكرموك بوفائهم، مواقفهم العظيمة تلك هي التي تستحق البقاء في الذاكرة..
شخص كفيل بإسعادك، مجرد شخص ينتشلك من عالم الكآبة إلى عالم السعادة، من الممكن أن يقويك ويجبر كسرك، صادق الوعد أمين لسرك.
من حسن حظي أهداني القدر ذالك الشخص، الجميع لديه هذا الشخص لان وجوده في الحياة يعني وجودنا في الدنيا، ولكن البعض ربما لم يحسن إليه ولم يحفظ الأمانة حق حفظ، والبعض الآخر من الممكن أن ذاك الشخص رحل وتركهم مجبرا ليس باستطاعته البقاء، وفي المقابل من حوله نسوه ولم يذكروه بالخير والمسرة بل تناسوا من أفنى عمره لأجلهم لكن الروح التي اعرفها تحوم حولي لم تسأم مني، تحن لي وبعينيها اللطيفة تراقبني إن كنت تقرأ بوحي في مكان أو زمان ما فسلام لك، أو تعلم ربما لم أخبرك من قبل، كم صبرت على تعبي وعنادي، تغاضت عن تفاهاتي وحدة أفعالي، تحملت آلامي وأوجاعي، رأيت ما يكفي من المواقف التي تقاتل من أجلها تعلمت منك دروس كفيلة بتغير نظرتي للحياة..
قبل أن أرحل وأختفي، من الممكن أن لا استيقظ أبدا، وأرحل من عالم الواقع لأستيقظ تحت الثرى، فيتخبط طيفي ويضيع في عالم أخر، لأسقط نادمة لأنني لم أخبرك بشي أجلته كثيرا، قبل أن ارحل أريدك أن تعلمين لئلا يكون دين في رقبتي..
كثر هم الأمهات لكنك يا أمي فريدة من نوعك
أمي أنيسة الروح تداوي الجروح تبني الصروح، تسعد الفؤاد ولحقك أعجز السداد...