سعد الدوسري
إلى متى نظل نستقبل التوجيه من الآخرين، دون وعي أو تفكير؟!
لا تنفجروا غاضبين، حين تقرأون هذا السؤال.
لا تأخذوا الأمر على محمل شخصي، فنحن في قارب واحد، سنعيش بسلام معاً، أو نتفجر إلى أشلاء معاً. ومَنْ سيفجرنا واحد من أولئك الذين يستقبلون التوجيه، دون وعي ودون تفكير، وقد يكون هذا الواحد ابنك أو ابن أخيك أو ابن جارك. وهؤلاء جميعاً، سبق أن تركناهم لمصيرهم، دون أن نحاورهم فيما يملكون من أفكار طارئة، وذلك لأننا لا نملك من الثقافة الدينية، ما يجعلنا مؤهلين للرد عليهم، وإيضاح الحقائق الشرعية لهم. وبدل أن ننصرف لتثقيف أنفسنا، لكي ننقذ أبناءنا مما قد تورطوا فيه، أعطيناهم ظهورنا، ومضينا في حال سبيلنا، ننعم باتكاليتنا، ونترك الحبل على الغارب، لهؤلاء الذين يخططون لدمارنا، ويستخدمون أبناءنا كمتفجرات.
اليوم، يحاول زعماء الفتنة والدمار، أن يروجوا بين الناس، أن وسائل التقنية الحديثة، هي السبب في الفجوة الهائلة بين الأسرة وبين الأبناء، لكي يصرفوا الأنظار عنهم وعن مخططاتهم في الاستحواذ على عقول الشباب. والحقيقة، أن الأسرة هي المسؤولة الأولى، هي التي تبنّت موقف الاتكالية منذ البدء، فجعلت من لا يملكون من أمر الشريعة السمحاء شيئاً، يديرون حياتهم اليومية، فيحرّمون لهم ويحللون، ويسيطرون شيئاً فشيئاً على عقولهم، لكي يصلوا لهدفهم الأكبر، لعقول أبنائهم. وكل ذلك على مرأى ومسمع منهم. فالابن يلتزم أمام أعينهم، ويتطرف في تفكيره في وجودهم، لكنهم لا يبادرون بالحوار معه، لأنهم اختاروا ألا يملكون أدوات الحوار.