أحبُّك يا رسولَ الله، أفديكَ روحي ومالي ودمي
أبطيبة الطيبة تنتهك الحُرَم؟
أي دينٍ يتبعون!
وعلى أي مذهبٍ هم سائرون!
وأي جرمٍ قاموا يرتكبون!
إنّ أقبحَ أعداء الله لم يفعلوا ما فعلتموه، وحرّموا على أنفسهم ذلك.
لكلِّ شيء بداية، لكنها نهايتكم، ونهاية كل من تجرأ على هتكِ طابة الطاهرة، أو حاولَ أنْ يُروِّع أهلها.
ربّاهُ ماذا حلّ في أرضِ الحرمْ
فالداعشيُّ بجُرمِه خانَ القِيَمْ
ماذا نويتَ ومن أضاعَك غيّهُ
الْخِزْي نلتَ من الجحيمِ إلى العَدَمْ
أبقُرْبِ قبر حبيبنا يا ظالماً
تاللهِ أنتَ ومن رعاك سَيَنْقزِمْ
عُذراً حبيبَ القلبِ يا نورَ الهُدى
رُوحي فِداك وما عداكَ فلا يَهُمْ
الرحمةُ المهداةُ أنت سراجُنا
سأذودُ عنك بما ملكتُ وما عَظُمْ
هَلْ أزعجوك حبيبَنا وشفيعَنا
أو صاحبَيكَ الأبلجَينَ ذوَي الهِمَمْ
يا سيّدي ما كان من أشرارِهم
تلكَ الدناءةُ والخساسةُ والنِّقَمْ
حدَّثتَ صحبَكَ أنّ طيبةَ حُرمةٌ
من سَاءَها قد ماعَ في وحلٍ ورُمْ
وعليهِ لعنةُ ربّنا وملائكٍ
والنَّاسُ تلعنه ومن كلّ الأممْ
يا مَن أضاءَ لنا الطريقَ ودَلّنا
وبَقى مدى التاريخ كالجبلِ الأشمْ
وبه اهتدينا نستضيءُ بهديه
اللهُ ميّزهُ وعَلَّمَه القلمْ
يا صفوةَ الأخيارِ يا شمسَ الدُّنى
اختارك الرحمنُ موسوماً وسمْ
أنت الذي صَعَدَ السماءَ بمنتهى
مُنِح الشفاعة من قويٍّ مُنتقمْ
أنت التَقيُّ المصطفى بخلاقهِ
لان الجبابرةُ العظامُ ولم تُذَمْ
وطغى بلادُ الرافدين شراذماً
لم يعرفوا حقاً ولا أصلٌ لهمْ
هُمْ يدّعون بأنّ دينَنا خاطئ
الدين في وادٍ وهم تعساً لهم
هُمْ حرّفوا الدِّينَ الحنيف وأرخَصوا
قتلَ اليتامى من يصلي ومن هرِمْ
المُرجفُون بأرضِنا لن يهنؤوا
في قتلِهم أو سَفكِهم نفساً ودَمْ
هل يُستباحُ الدمُ في حُرُماتِه
هل يستباحُ الدم في أرضِ الحرمْ
هم درّبوهُم كي يهزوّا أمنَنا
والأمنُ في أوطانِنا عالي القِمَمْ
هل قَتلُ أمِّك أو أبيكَ قرابة
أو نَحْرُ صاحبك الذي فيه العَشَمْ
فجّرتَ مسجدَ أو قتلتَ جُنودَنا
شُهَداؤنا يلقونَ من طِيبِ النِّعَمْ
تلقونَ أنتم والجحيمُ عذابُكم
قتْلاكمُ في النّار تصلاهم حِمَمْ
نَحْنُ البواسلُ حين نُدْعى للوغى
نحنُ الذئابُ وهل نخافُ من الغَنَمْ
يا موطني والحاسدون سِهامُهم
قد صَوَّبوها نحونا تبَّاً لهمْ
يا موطني اشْحَذْ سواعدَ صبيةٍ
إنْ أنت ناديتَ الجهادَ سَنَنْتظمْ
كلُّ الرجالِ مع الشبابِ نِساؤُنا
حتى العجائز والحوامل والسُّقمْ
يا أمةَ الإسلامِ فِيقي افهمي
أبناؤنا سِلعٌ تباعُ فننصَدمْ
ودعي التخاذلَ فاليهودُ تسيدوا
النّذلُ منهم في المحافلِ يحترمْ
وسَنَهزمُ الغربَ اللعينَ وكيدَه
مَنْ يَخلُق البلوى ويبدأ بالنِّقمْ
ويقولُ أنتم دينُكم تعليمُكم
خَسِئ الدَّنيءُ بما يَكيله من تُهَمْ
كلُّ الروافِضِ والدّواعشِ أيقنوا
إن التحمْنا لن يبينَ لهم عَلمْ
دعواتُ كلّ الصائمين عليكمُ
وعلى كلابِ السوءِ أصحابِ العِمَمْ
في قلبِ صُهيونَ التي بها يرتمي
البائسونَ من الشبيحةِ والعَجَمْ
حزبٌ من الشيطانِ أوقَد نارَه
وإذا بهِ في كلِّ نازلةٍ لُجمْ
حوثيُّهم ذاقَ المهانةَ والرَّدَى
وقد اكتوى مما يُحاكُ له بقُمْ
يَا أيُّها الملكُ الهُمَامُ بعَزْمِه
القائدُ الفذُّ الحَكيمُ أبو الحَزمْ
أرهِبْ بجيشِك مَن يظنُّ بلادَنا
واقطعْ بسيفِكَ رأسَ ملعونٍ أصَمْ
في الغَيّ تاهَ وفي الجَهَالة غارقٌ
نقَضَ المواثيقَ التي كانت ذِمَمْ
قسمٌ بأن نعضدك يا سلمانَنَا
ونُشَرِّفُ الأرضَ التي فيها الحَرَمْ
ونشُدُّ أزْرَكَ والنفوس لكم فدا
لَنْ ينثني شعبٌ لكم أدّى القَسَمْ
- شعر: د. سالم بن محمد المالك