عندما كنا أطفالاً ونحن نتسلى بلعب الغميضة هناك مساحة للنجاة نسميها الحرم هذه المساحة من دخلها فهو آمن وفائز وكبرنا وكبرت معنا هذه القناعة. وصرنا نعرف الحرم النبوي والحرم المكي وقدسية المكانين. وبعدها تعلمنا أن المقدسات مصانة من قبل المجتمع الدولي وأنها حتى في أزمنة الحروب تبقى خارج اللعبة.. وما حصل في الحرم المدني خرجت منه بثلاث نتائج هامة: أولاً المسلمون وهم يديرون ظهرهم لما وقع ويواصلون شعائرهم دون أي خلل أعطوا درساً للعالم بأن الإسلام والمسلمين ضد الإرهاب وصلتهم بالخالق أقوى من أي شيء آخر، والنتيجة الثانية أن السعودية انتصرت على الإرهاب وهزمته والمعركة على أرضها ومعلوم أن من يستقبل المعركة خسر ربعها، ثم أنها تستقبل الملايين ولم يمس أي منهم بأذى والحمد لله.. وثالث هذه النتائج أن شياطين داعش الذين تحرروا من أغلال الحياء والمروءة يتخبطون خبط عشواء ونهايتهم قريبة هم ومن يقف خلفهم.. لأن من دخل الحرم هو في ضيافة الرحمن فهو آمن.
تعازي الحارة لأعوان شرطة الطوارئ في مصاب زملائهم وتمنياتي للجرحى منهم الشفاء العاجل.. وللشهداء السكن مع الأبرار الأخيار في جنة النعيم إن شاء الله.
الهادي التليلي - شاعر وإعلامي تونسي