يعد برج الخرج من الواجهات الحضارية الفاخرة بتصميمه الهندسي الجميل والمميز.. وبالمقارنة يعد برج الخرج من أكبر الأبراج للمياه في المملكة إن لم يكن على مستوى الخليج. فقد تم الانتهاء من بناء البرج عام 1406 للهجرة في أحد مداخل المحافظة من الجهة الشمالية لمدينة السيح.
ومنذُ ذاك الحين فقد اقتصر البرج على زيارات خاصة لكبار الشخصيات لفترة من الزمن ثم توقف لوجود مطعم في الدور العلوي على شكل دائري مطل على المحافظة من جميع الجهات: و يمتاز مكان المطعم إضافة إلى إطلالته الجميلة على خاصية الدوران، إذ إن المطعم يقوم بالدوران بطريقة مريحة وسهلة ليحلّق الزائر على المحافظة من جميع الجهات أثناء جلوسه في المطعم.. ولم يكن المطعم متاح للجميع. إذ إن الزائر للخرج ينبهر من جمال وفخامة وضخامة البرج دون أن يحظى بالدخول إليه، مكتفين بالتأمل والوقوف بجواره. ولم يطل طويلاً خاصية الدوران في المطعم بل تعطلت وبقي المطعم مهجوراً لسنوات.
فقد اقتصر البرج على بعض البرامج في البهو من معارض تقام به وكذلك بعض البرامج الترفيهية تحت البرج من الساحات المجاورة ليحظى بكثير من الفلاشات من تحته. حتى حان موعد إنعاش البرج إذ كانت بلدية الخرج طبيباً له في إعادة تهيئته بالكامل وترميمه من جديد، حيثُ تم عمل دراسة كاملة وشاملة عن احتياجاته وتبني أفكار تطويرية في إعادة بناء البرج من الداخل، حيث تم تصميم المطعمين بشكل جميل وفاخر من الناحية التصميمية الحديثة في جميع جوانبه.. إذ تم إشراك كبرى الشركات الخاصة في التصميم والهندسة المعمارية في إعادة بنائه، أي تمت إزالة ما يمكن إزالته وإعادة بناء المطعمين بالتصاميم الحديثة المتطورة مستخدمين أفخر أنواع الرخام والإكسسوارات في بناء المطعمين.. إذ إن المطعم الواحد يسع لأكثر من 700 شخص وقد روعي فيه الخصوصية للعوائل لأحد المطعمين والآخر للشباب وكذلك تم تخصيص مكان لكبار الشخصيات من الزوار.
ولم يكن التصميم بشكل عشوائي إذ إن التصاميم بنيت على معايير جداً عالية من الدقة في التصميم والتنفيذ ضمن برامج ولجان وفرق قد شكلت من قبل رئيس البلدية المهندس أحمد البكيري في العمل على أعلى مستويات التنفيذ من خلال الخطط التي تم رسمها والعمل عليها.
وتعد مساحة المطعم 900م2 بقطره الكبير، وقد تمت إعادة الصيانة بدوران المطعم لجميع الجهات ليحظى مرتاده بالطل الجميل يرى من خلالها مدينة السيح من جميع الجهات. ولا يزال العمل على قدم وساق في تقديم البرج كاملاً بجميع مرافقه إنموذجاً وتحفة معمارية داخلية، إذ نه قد حظي بجماله الخارجي.
وقد عمد المهندس أحمد البكيري إلى إعادة بهو البرج بتصاميم جاذبة مابين الحديثة والقديمة دمجت بشكل احترافي فاخر مع الزخرفة الإسلامية التي تبعث لمن يتأملها بشيء من الصمت والانبهار.
كما تم تخصيص بهو البرج إلى عدة مرافق خدمية للخرج من الأهالي وكذلك الدوائر الحكومية في تأمين غرفة اجتماع تتسع إلى 60 شخصاً بمرافقها ومجهزة بأفخم التجهيزات والمعدات.
ولمتذوقي القهوة تم تجهيز إحدى الزوايا ببهو البرج إلى مكان مخصص لتعديل المزاج بتقديم قهوة فاخرة مع جمال المكان.
ولم يقف المهندس أحمد البكيري رئيس بلدية الخرج في مظلة البرج بل عمد إلى التوسع في المنطقة والساحات الخارجية للبرج بإعادة هدمها وبنائها من جديد لتتناسق مع احتياجات العائلة السعودية من أهالي المحافظة في شيء من الخصوصية وجاذبية المكان بكثير من المسطحات الخضراء وممرات بطريقة مبتكرة وإبداعية ضمن فريق عمل متخصص على درجة عالية من المهنية الهندسية. وتعد مساحة المنطقة الخاصة بالساحة الشمالية للبرج إلى 4000م2 تشمل على مرافق ومسطحات خضراء تجذب لها الزائر.
وللإبداع حكاية متجددة دائماً حيثُ عمدت بلدية الخرج إلى تصميم وتنفيذ نافورة راقصة تتوسط الساحة من الجهة الشمالية للبرج بمواصفات عالمية وتصميم فاخر وجديد يجذب الناظر إليها من الناحية الفن الهندسي.
ومن كان حاضراً لمهرجان صيف وعيد الخرج 36 فإنه يتذكر كبرى التجهيزات وضخامة العمل في تمكين مسرح الخرج من استيعاب الكم الهائل من الزوار لحضور تلك الفعاليات. فقد عزمت البلدية كذلك إلى إعادة بناء المكان بتصميم هندسي مبتكر وفاخر بنظرة عمرانية مواكبة لتطور الجديد لعالم الهندسة المعمارية ضمن فريق عمل متكامل من الأفكار و التصاميم الإبداعية المبتكرة.
ومن تلك الصور الجميلة نعيد حكاية البرج من جديد حيثُ التصق البرج سنوات طويلة تحت إدارة مصلحة المياه حتى انتقل من قريب إلى إدارة ومتابعة من قبل بلدية الخرج التي لم تأل جهداً في إعادة بنائه و تهيئته للزوار من جديد؛ إذ ن البرج بضخامته وبالعين المجردة يرى البرج من أماكن مختلفة من أحياء الخرج حيثُ يبلغ طول البرج ما يقارب 105م وقد تمت إضافة أنوار خاصة بألوان تضاء حسب المناسبات من قبل بلدية الخرج؛ وقد أعطى نظرة بانورامية جميلة للقادمين للخرج من الجهة الشمالية وكذلك الغربية في الليل حينما تتم إضاءة الأنوار.. فعلاً تحفة معمارية فاخرة جداً.