سمر المقرن
الكارثة التي بدأت في مطار الملك خالد الدولي بالرياض، منذ يوم الجمعة الفائت، ليست جديدة، لكنها قد تكون الأكبر من نوعها، والأكثر ترويجاً إعلامياً نظراً لكونها تصادفت مع وقت الذروة في كثافة الرحلات وأعداد المسافرين. ومن حظنا أن رواد تطبيق «تويتر» بدؤوا ينقلون لنا بالصور مراحل وتفاصيل الكارثة!
من هو كثيرُ سفرٍ مثلي سيُدرك جيداً ماذا يدور هناك دون أن يكون حاضراً بالضرورة، فمع احترامي لكل العاملين ولجهودهم، إلا أن - بعض - موظفي المطار سواء التابعين لهيئة الطيران المدني أو الخطوط السعودية غير قادرين على التعامل مع الأزمات، والأزمة الأساسية التي يغرق عندها هؤلاء في شبر ماء هي أزمة الزحام، لأن هؤلاء الموظفين قدراتهم لا تتجاوز تنظيم السفر في الحالات العادية.
أتذكر في الأسبوع الأول من إجازة المراحل الأولية الدراسية في هذا الصيف، وقبل أن تزدحم صالات المطار بالمسافرين، وكانت بداية الزحام البسيط ذهبت إلى هناك في الموعد المحدد قبل الرحلة، لكني فوجئت بعدم الترتيب مع وجود قائد للكاونترات يشير بيده يميناً ويساراً، ولا يقدم سوى حلول عاجلة بعد أن تصل إلى مرحلة أن تفوتك الرحلة. أقول هذا وهو في وقت لا يُعدُّ ذروة الزحام كالذي نشهده هذه الأيام، ولعل الإخوة في المطار يعذرون لي صراحتي، فهذه الصراحة ليست ضد أحد بقدر ما هي محاولة مواجهة المشكلة الحقيقية. والمهنيّة لا تظهر إلا في مثل هذه الأحداث وليس في أوقات السفر العادية، أضف إلى ذلك، أن هذا موسم ربحي يعود بالنفع للمطار وشركات الخطوط، وليس منطقياً أن تكون حجة التخاذل هي الزحام!
ولو عدنا إلى البيان الصادر لهيئة الطيران المدني، والتي رمت فيه بكامل المسؤولية على الخطوط السعودية - التي ما زالت تلتزم الصمت - لوجدنا أن التبريرات غير مقنعة، فالزحام الشديد لا يُعدُّ أزمة، إنما الأزمة هي عدم وجود تعامل صحيح مع إدارة الزحام. أما حكاية الرحلات الإضافية فهي ليست مبرراً، خصوصاً إذا ما نظرنا إلى أن تشغيل هذه الرحلات لا يحدث إلا بعد موافقة المطار، كما أن الأزمة امتدت إلى بقية الصالات الأخرى، بما فيها صالة الطيران الأجنبي.
السؤال المهم، هناك أناس فقدوا رحلاتهم ولم يسافروا وضاعت أموالهم، وهناك من ضاعت حقائبه، هذا عدا الأزمة النفسية التي عاشها المسافرون، فمن سيعوضهم؟ ومن يضمن لنا عدم تكرار مثل هذه الأزمة؟ كثيرة هي الأسئلة لكنني أثق بأن الإدارة الحالية للمطار وللخطوط السعودية عاجزة عن تقديم أي إجابة، وكلنا أمل بمعالي وزير النقل في تصحيح الأوضاع في كل من الطيران المدني والخطوط السعودية؟!