«الجزيرة» - متابعة:
يقول خبراء الجلدية إن بعض الكريمات ومستحضرات التجميل يمكن أن تتسبب في احمرار واحتقان الجلد وليس جعله أكثر صحة وجمالا.
وعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤدي الترطيب المتواصل واستخدام مستحضرات العناية بالجلد إلى التورم وفقدان الرطوبة. وتؤدي العناية المفرطة إلى تغيير توازن الجلد لتداخل مع قدرته على العمل كحاجز واقٍ. تتسبب الحالة التي تسمى التهاب الجلد حول الفم في حكة واحمرار وأن يصبح الوجه مشدوداً. تصيب هذه الحالة في الأغلب المناطق المحيطة بالفم والأنف والعين. وأفضل طريقة لعلاج هذه المناطق المتضررة هو التوقف عن معالجتها. ويوصى بترك الجلد يتعافى وحده، ولا يتم تنظيفه سوى بالمياه الدافئة وتجنب كل المنتجات إلا إذا نصح طبيب الجلدية بشيء آخر. وتوصي رابطة طب الأمراض الجلدية والتجميل في ألمانيا بأنه فور هدوء الالتهاب يمكنك العودة ببطء لاستخدام منتجات العناية بالجلد التي تلائم بشرتك.
تعجل بالتجاعيد
وحذر أخصائيو التجميل في دراسة جديدة نُشرت حديثا من احتمال زيادة سرعة ظهور التجاعيد في البشرة عند استعمال بعض مستحضرات التجميل. ووصل الأمر إلى درجة تفكر فيها المفوضية الأوربية بفرض شروط صارمة على بعض المكونات التي تحتويها المراهم والمستحضرات والتي يرمز لها بـ أي أتش أي، أو حامض الفواكة، التي توجد في المنتجات المضادة للتجاعيد، حسبما ورد في تقرير صادر عن البي بي سي أونلاين، الأربعاء.
وتعمل مادة أي أتش أي على سلخ الطبقة الخارجية للجلد لتظهر طبقة جديدة تحتها تعيد للجلد نظارته الطبيعية، كما تقول حملة تسويق المستحضر، لكن أخصائيي الجلدية أبدوا مخاوف من احتمال أن تتسبب المواد الكيماوية الموجودة في تلك المواد في إلحاق ضرر دائم في البشرة.
ويقول العاملون في وكالة الغذاء والدواء الأمريكية إن هذه الأنواع من المستحضرات تسبب لمستخدميها حساسية مفرطة لأشعة الشمس فوق البنفسجية، ويبدو أن هذه المواد الكيماوية تزيد من عدد خلايا الجلد التالف وتزيد من احمرار وتقرح واحتراق البشرة.
وتفكر الوكالة الأمريكية في إمكانية فرض شروط على كمية استخدام مادة أي أتش أي، وكذلك وجوب كتابة تحذير على علب المستحضرات. ولكن الأخصائي في جامعة مانشستر، كريس جريفيثس، يدعو إلى إجراء المزيد من الدراسات لتقييم الضرر والمخاطر الطويلة الأمد الناتجة عن استخدام مثل هذه الكريمات بشكل يومي.
ولا ينصح جريفيثس النسوة اللائي يستخدمن هذه المستحضرات بالتخلي عنها كليا، بل يستخدمن معها مستحضرا واقيا يحمي الجلد من أشعة الشمس.
أما رئيسة تحرير مجلة ومين النسائية البريطانية، كارولاين هوج، فقد قالت إن المستحضر الواقي متوفر في الأسواق منذ سنين ولم يسبب إلى الآن أي مشكلة، وأضافت أن المستحضر الموجود في الأسواق يحتوي على كمية ضئيلة من مادة أي أتش أي لا تتجاوز أربعة في المائة، وهذه نسبة غير ضارة على الأرجح.
تأثيرات على الحياة
ولم يكن هذا التحذير الأول بهذا الخصوص فمؤخراً حمل كتاب «قطرة الموت الرائعة»، خبراً غير سار بالنسبة إلى عدد كبير من السيدات والشابات حول العالم، إذ أعلن أن مستحضرات التجميل تؤدي إلى أمراض خطيرة تؤثر في حياة الإنسان.
ونشرت صحيفة «دايلي ميل» البريطانية، تقريراً يفيد بأن غالبية منتجات التجميل تحتوي على مكونات سامة تسبّب أمراضاً خطيرة مثل السرطان. إلا أن شركات التجميل تستغل غياب الرقابة الحكومية لإضافة مواد كيماوية محظورة.
ويقول مؤلفا الكتاب كيم إريكسون وصاموئيل أبساين، إن «عدداً من المواد التي تدخل في تكوين مستحضرات التجميل يسبّب السرطان، ولا ينبغي أن يُستخدم جزءاً من روتين الجمال»، بعد إجراء اختبارات على بعض الحيوانات.
ويضيفان أن «غالبية مواد التجميل تتكون من مواد كيماوية مثل الألوان وقطران الفحم والبنزين والفورمالديهايد ومواد أخرى، فضلاً عن وجود بعض المواد السامة»، ويشيران في الكتاب إلى أن «وجود هذه المواد يؤدي إلى خلل في الهرمون الذي يساهم في خفض مناعة الجسم، ما يسبّب أمراضاً في الجهاز العصبي والتناسلي، خصوصاً عند استخدامها بشكل يومي، إذ إن على السيدات أخذ الحيطة والحذر من المستحضرات، لما فيها من مواد ضارة تؤثر سلباً على مدى سنوات».
وتلفت إريكسون إلى أن «مستحضرات التجميل الحديثة تحتوي على مكونات تثير الشك يجب وضعها في أنابيب اختبار لا على الوجه»، مضيفةً أنه «على رغم توافرها وقلة كلفتها، وصلاحيتها الطويلة، إلا أن استخدامها لسنوات سيكون قاتلاً».
وتحذر من أن «الملوثات البيئية السامة مثل الدوكسينات والبتروكيماويات، بات العثور عليها سهلاً في خزائن غالبية السيدات».
وتوصلت الدراسة المخبرية إلى أن المواد الكيماوية في المستحضرات تدخل إلى مجرى الدم عبر طرق عدة، مثل استخدام العطور ومساحيق الوجه وأحمر الشفاة والشامبو وغيرها، إذ تنتقل ببساطة من طريق مسام البشرة أو الاستنشاق. وعلى ضوء دراسة أجريت على 80 ألف سيدة يستخدمن مستحضرات التجميل بشكل يومي لمدة 20 عاماً، تقول جان مونرو، أخصائية البشرة والدكتورة في مستشفى «بريك سبير» في مقاطعة هيرتفوردشاير الإنكليزية، إن «غالبية السيدات يعانين من الحساسية، على رغم أنه لا يوجد شك في أن مستحضرات التجميل مُضرة، إلا أنه يتم إهمالها لكونها لا تعتبر مخدرات أو مواد غذائية».