غسان محمد علوان
ملّ الهلاليون من أنصاف الحلول..
تضجّروا كثيراً من ترك مكانهم لغيرهم..
أعيتهم تلك الصور المتكررة من الخذلان تارةً، وعدم ملامسة حد الإقناع تارةً أخرى..
لم تعد الأعذار تؤتي أُكُلها.. ولم تعد مساحات صبرهم تحتمل مزيداً من انتظار اللا شيء..
ذلك اللا شيء الذي لا يرافقه أفعالٌ جِسام توازي تلك الطموحات الشاهقة في نفوس من اعتادوا ملامسة حدود المجد والفرح، هو مجرد سرابٌ لا يروي عطشاً ولا يخفف قيظاً..
ترك الأمور على عواهنها، والتشبث بالواهي من العذر كـ(من كان له ماضٍ سيعود له) أو (الفريق لا يحتاج سوى دعمكم وسيعود لا محالة) هي حيلة العاجز عن تحديد مصيره بيده..
الفارق بين ذاك العجز وهذه القوة، هو ما يتم التصريح به بالعمل لا القول، بالفعل لا بالكلمات..
موسمٌ واحد مضى مع وجه السعد الهلالي (الأمير نواف بن سعد) تحققت من خلاله بطولتين وخسر خلالها ثلاثاً..
في عرف التنافس بين (الأنداد)، هو موسم ناجح.. فالمنافسون كُثُر .. وفي حسبة (الكم) لا (الكيف) يكون ذلك الند قد أبلى بلاءً حسناً..
ولكنهم الزعماء.. أصحاب اليد العليا دوماً على غيرهم.. الثابتون في سجلات المجد.. الراسخون في القمم.. ستكون نظرتهم مختلفة تماماً عن من سواهم..
ففي عرف الزعيم.. عينه ستكون مركزة وبشدة - وإن امتلأت يداه ذهباً- على ذلك المنجز الذي سقط سهواً .. أو سقط تراخياً..
في عرف الزعيم.. المنجز لا يعني الحصول على البطولة بحد ذاتها.. بل منجزهم الحقيقي هو استمرار ذلك الحصول المنتهي بالتفرّد..
في عرف الزعيم.. الكبوات لا بد أن يلحقها عمل دؤوب.. حقيقي.. ملموس.. يجعل من الغصة السابقة ذكرى.. ويعجّل بزوال مرارتها..
هذا هو بالضبط ما ألمّ به نواف الهلال.. وما أدركه رجالات الهلال الآن.. فهبّوا جميعاً لمساندة زعيمهم من كبوته التي لا تتعدى كونه لم يحصل على كل شيء.. أو على أقل تقدير أن يخسر بعض استحقاقاته بعد أن بذل (كل) ما يمكن بذله ولكن إرادة الله وتوفيقه لم تكن مكتوبة لفرح أزرق جديد..
عهدٌ أزرق جديد- قديم أطلّ على البيت الأزرق..
جديدٌ في وقتٍ استعذب البعض الأعذار وانتظار المعجزات والارتماء في أحضان الحجج..
قديمٌ في تقاليد الأزرق التي يُرى فيها تكاتفٌ من جميع رجالاته.. رفضٌ تام لكل متقاعس أو متراخٍ عن إعطاء الزعيم حقه الأصيل..
موسم جديد يرى فيه الزعماء أملاً كبيراً في إعادة الأمور إلى نصابها..
موسم جديد تُرى فيه ابتسامات الرضا على وجوه الهلاليين حتى قبل بدايته.. فالعمل الجاد الحقيقي الملموس هو المطلب.. والفرح دوماً أقرب (بعد توفيق الله) لمن سعى لهذا الفرح لا لمن انتظره في مكانه..
خاتمة...
تقبّل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال، داعين من الله العلي القدير أن تستمر أفراحنا في وطننا الحبيب وفي سائر أوطان المسلمين، إنه على كل شيء قدير.