الأمة العربية تجتاز مرحلة من أشد مراحلها خطورة على حاضرها ومستقبلها، حيث الاستهدافات التي طالت بآثارها الضارة والمدمرة البعض من أقطارها كالعراق وسوريا واليمن ولبنان وفي ضوء ما صار يحدث من متغيرات عبر العالم كله وخوفًا من زيادة الاستهدافات مما لا يخفي ما لها من غايات وأهداف لعل منها من سعي لدولة الفرس لإقامة امبراطوريتها المزعومة على حساب هذه الأمة مثلما حلم إسرائيل في إقامة إسرائيل الكبرى، كل ذلك مما وعت مخاطره هذه الدولة ممثلة في حكومتها الرشيدة التي سارعت لجمع كلمة العرب والمسلمين لمواجهته والحيلولة دون تمادي ما له من آثار فادحة على حاضر الأمتين العربية والإسلامية ومستقبلهما مما لقي التأييد من قبل العرب والمسلمين من خلال ما صار من سرعة التجاوب والالتفاف حول هذه القيادة الموفقة وما تلك الزيارة الموفقة لسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز للولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا إلا من أجل ما تتطلع إليه الأمتان العربية والإسلامية من رغبة في السلام المبني على العدل ومحاربة التطرف الذي من شأنه إثارة الفتن وتأجيج الحروب الأهلية وتدمير الشعوب وتشريد سكانها مما لا يصب في مصلحة العالم الذي يتطلع للتعاون بين الشعوب مما يعزز فرص السلام للجميع ويأتي ذلك ترجمة صادقة لما تقوم به حكومة المملكة العربية السعودية من مساع لتوفير كل ما من شأنه الأمن والرخاء للجميع مثلما شأنها في توفير كل أسباب الهناء والسعادة لشعبها ليكون النموذج والمثل والقدوة لكل الشعوب الآمنة والمحققة لكل متطلبات الرخاء والازدهار.
مثلما لهذه الزيارة من أثر يتعلق بتطوير العلاقات مع هاتين الدولتن الكبيرتين مما لا يخفى مدى أثره وتأثيره على مستوى العلاقات والمصالح المشتركة ما بين هاتين الدولتين والمملكة العربية السعودية مثلما له من أثر متصل ببيان ما للقضايا العربية من عدالة ينبغي تفهمها من قبل الأطراف الأخرى ضمانًا لتوفير فرص السلام وديمومته وإبعاد شبح الحروب مما هو المطلب والغاية والهدف لشعوب هذه المنطقة التي لا تزال تعاني من ديمومة الخلافات التي تصل إلى حد إشعال الحروب بين الوقت والآخر. كل ذلك مما سيكون من مساعي تلك الزيارة المباركة التي سوف تعزز وترفع من شأن أوجه التعاون وتعزيز المشاركة فيما يصب في مصلحة الدولتين، والمملكة العربية السعودية انطلاقًا من تلك الرؤية المباركة والتحول الوطني اللذين سيأخذان المملكة إلى آفاق الرقي والتقدم الواسعة وبما يجعلها تحاكي أكثر الدول تقدمًا في العالم بحول الله وقوته ومن خلال ما صارت إليه حكومتها الرشيدة من رسم لمثل تلك الخطط الطموحة وتسريع لخطى تنفيذها وعلى نحو ما صار المشهود فعله الذي لا يعرف التوقف.