في رمضان 1437هـ نزل أحد جنودنا السعوديين الكرام إلى قدميّ معتمر مصري ليدلك قدميه مخفّفا عنه تعبه، نزل الجندي لقدمي المعتمر فارتفع بذلك قدره، «ومن تواضع لله رفعه»، هذا الجندي السعودي وأمثاله كثير مثال لجنودنا الذين نفاخر بهم العالم، وهم نتيجة تربية صالحة لوالدين كريمين، ولمجتمع فاضل قائم على القِيَم والمبادئ، إليك أيها الجندي الرائع أهدي مع التحية هذه الأبيات:
سلمتْ يداكَ سلامةَ الأبرارِ
جنديَّنا يا رمزَ كلِّ فخارِ
سلمتْ يداكَ وأنتَ تدلُك رِجْلهُ
اِنزل لها ستزيدُ في المقدار
يا عاليَ الهاماتِ لم تنزلْ سوى
في طاعةِ المتفرِّد الجبارِ
من مِصْرَ يا عمّاهُ أهلا مرحبًا
فالدِّين وحّدنا بذي الأمصارِ
أهوِي إلى رجليكَ ليس يضيرني
وأحسّ فيها متعة الأطيارِ
إجلال ربّي في كرامةِ شيبةٍ
لَكُمُ الكرامةُ معشرَ الأخيار
في خدمةٍ للبيتِ أو في طيبةٍ
مَنْ حَجّ للعمّار والزوّارِ
ِنزل ففي هذا التواضعِ عزةٌ
ومكانةٌ تزدانُ في الإبحارِ
الله يرفعُ بالتواضعِ أهلَه
نصًّا أتى في صالحِ الآثارِ
سبحانَ مَن جَعَلَ المكارمَ قسمةً
فنصيبُكم بادٍ لذي الإبصارِ
كلتا يديكِ إلى العُلا سبّاقةٌ
تتنافسانِ السبقَ في المضمارِ
ويقينُ قلبي أنّ ثمّةَ والدًا
ربّاكَ منذُ نعومةِ الأظفارِ
ربّاكَ في حُللِ المكارمِ جمّةً
وأراكَ ما ينجي لدى الإبحارِ
والأمّ يا لَلأمّ ! ذي بصماتُها
في راحتيك تشعُّ كالأنوارِ
يا ربّ سلّم للبلادِ جنودَها
فبقاؤهم فخرٌ مدى الأعصارِ
جامعة الإمام - كلية اللغة العربية عضو جمعية هدية الحاج والمعتمر - مكة