إبراهيم بن سعد الماجد
حقاً لن يكون الأمر سهلاً، وهو فعلاً كذلك، فالحديث عن الزيارة التاريخية أو (الرحلة الأميرية النوعية) كما أحب أن أسميها، التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع للولايات المتحدة الأمريكية، التي تعددت مهامها وتنوعت أهدافها وتشعبت تفاصيلها على كل المستويات السياسية والاقتصادية والعلمية والتكنولوجية، لن يكون سهلاً لأنها ستكون امتحاناً عسيراً بكل المقاييس لكل من أراد أن يوجز أو يكتب مقالاً يعرض فيه لنتائج تلك الزيارة التي امتدت لأسبوعين، ولكل ثانية فيها كان هناك إنجاز قد تحقق أو وعد بإنجاز آخر سيتحقق.
قبل الدخول في صلب هذه المقالة أحب أن أشير إلى أنني دُعيت إلى أن أكون ضمن الوفد المرافق لسمو ولي ولي العهد في تلك الزيارة المهمة جداً, ولكن إرادة الله فوق كل شيء فلم تسمح ظروفي الخاصة بأن أكون ضمن الوفد على الرغم من حرصي الشديد على مرافقة سموه, فأنا من عرف سموه عن قرب خلال جلسات في رحلات خارجية ولقاءات داخلية, حيث يكون اللقاء ذا فائدة لا يمكن أن يعرفها إلا من يشهد هذا اللقاء ويسمع لهذا الأمير المتوقد حماساً وعطاء.
من واشنطن (دي سي) قلب العاصمة السياسية الأمريكية لأكبر وأغنى دولة عرفها التاريخ الحديث حيث تتحرك الأحداث وتتقرر مصائر الدول والشعوب، إلى الشرق الأمريكي في نيويورك عاصمة المال والأعمال الأولى في العالم حيث تدار مليارات الدولارات التي تتحكم في اقتصاديات العالم من أضخم البنوك والمؤسسات المالية العالمية وحيث مقر الأمم المتحدة ومكاتب المنظمة الدولية وإلى الغرب الأمريكي هناك في سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا، إلى (وادي السيلكون) أكبر تجمع مالي تقني وتكنولوجي في الكرة الأرضية، كل هذه المراكز ذات الثقل السياسي والاقتصادي العالمي والتأثير الكبير بل والوحيد في عالمنا المعاصر شهدت طيلة أسبوعين من الزمان أكبر حركة دبلوماسية، للأمير الشاب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي عهد ووزير دفاع لأكبر دولة منتجة للنفط وذات التأثير الفاعل والكبير في محيطها العربي والإسلامي، ذهب صاحب السمو الملكي الأمير الشاب تسنده هذه الخلفية السيادية والحضارية العريقة الضاربة في أعماق التاريخ العربي والإسلامي ابن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- وحفيد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- مؤسس وموحد هذا الكيان الشامخ عربياً وإسلامياً ودولياً.
ذهب إلى هناك بكل قوة الشباب وطموحه حاملاً معه مشروع أكبر رؤية إستراتيجية جاذب للمستثمرين من رجال المال والأعمال وكبريات الشركات العالمية لتحقيق أكبر نهضة وتحول نوعي في اقتصاد بلاده وتوفير فرص عمل لملايين من شباب الوطن.
في زيارة عملية وصفها الأمريكيون بأنها (هجمة دبلوماسية من قبل الأمير الجذاب محمد بن سلمان)، التي ستظل تثير العديد من ردود الأفعال داخل الدوائر السياسية والاقتصادية في العالم لسنوات عديدة، حيث إنها تعد الأطول والأهم في برنامجها المتنوع والمتعدد ومن حيث أسبابها ونتائجها الاقتصادية والسياسية والعسكرية وتأثيراتها المستقبلية على المملكة والمنطقة ككل.
هذه الزيارة جاءت لتثبت متانة العلاقات بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية ولتؤكد مدى عمق التفاهم الثنائي بين البلدين في معالجة العديد من الملفات الإقليمية والدولية، والدفع بقوة للتعاون السعودي الأمريكي نحو آفاق أوسع وأرحب، والتأسيس لعهد جديد من العلاقات التي ستتحقق فيها الكثير من المنافع المشتركة على الأصعدة والاتجاهات كافة سياسياً واقتصادياً وأمنياً وتكنولوجياً. وهذا ما بدا واضحاً من حيث اللقاءات التي تمت وأفراد الوفد العالي المستوى الذي يرافق سموه في هذه الزيارة التي تفاءل الكثيرون بنتائجها ثقة في قدرة ونجاح ولي ولي العهد الأمير الشاب محمد بن سلمان في تفعيل ما تم الاتفاق عليه خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله) للولايات المتحدة الأمريكية في سبتمبر الماضي، ولتحقيق العديد من الأهداف السياسية والاقتصادية والعسكرية، وجذب أكبر قدر من الاستثمارات الأمريكية التي التقى من أجلها سموه عدداً كبيراً من الوزراء والمسئولين ورؤساء كبريات الشركات الأمريكية العملاقة لأجل تنفيذ وتحقيق أكبر وأضخم خطة اقتصادية طموحة (رؤية 2030) تبناها الأمير محمد بن سلمان وتستهدف نقل المملكة العربية السعودية إلى مصاف الدول الأكثر تقدما على المستوى الاقتصادي والتكنولوجي، التي وجدت اهتماماً كبيراً من الحكومة الأمريكية، ورجال الاقتصاد والمال، والشركات العملاقة، بعد تعرفهم على تفاصيلها الإستراتيجية من سمو الأمير محمد بن سلمان، وقد وصفتها صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية في مقال لها، بالقول إنها تمثل أجندة اقتصادية شجاعة، وأنه إذا أمكن تطبيقها بالكامل فإنها ستكون بمثابة عقد اجتماعي جديد، وستفتح الباب على مصراعيه أمام تبادل تجاري أوسع بين البلدين واستثمار مباشر في مجالات التقنية والرعاية الصحية والبناء، وبما يوفر ملايين فرص العمل في البلدين.
وفي تقرير لها أيضا نشرته الصحيفة الأكثر انتشارا يتحدث عن زيارة ولي ولي العهد لأمريكا، أشادت فيه بالحماس الذي يتمتع به الأمير الطموح لدعم بلاده، واستقطاب كبار العقول الصناعية والاقتصادية لإثراء تجربة التحول الاقتصادي السعودي، وذلك بتعميق العلاقات مع كبريات الشركات الأمريكية والعالمية في كاليفورونيا ونيويورك.
في هذه الزيارة التي التقى فيها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان الرئيس الأمريكي باراك أوباما وجرى خلال اللقاء بحث العديد من الملفات الحيوية أهمها موضوع الطاقة والتأكيد على حرص المملكة على استقرارا أسعار الطاقة في العالم مع البحث عن إيجاد عناصر أخرى بديلة إضافة إلى مناقشة المستجدات الإقليمية في اليمن وسوريا والعراق ولبنان، كما التقى فيها بوزير الخارجية الأمريكية جون كيري وبحث اللقاء الشراكة القوية والدائمة بين البلدين إلى جانب مناقشة العديد من القضايا الإقليمية والدولية كما بحث اللقاء أيضا خطة التحول الاقتصادي الكبيرة التي تتبناها المملكة المتمثل في مشروعها الضخم (رؤية 2030) والبرنامج المنبثق عنها خطة التحول الوطني (2020)، وكذلك التقى سموه بوزيرة التجارة الأمريكية بيتي بريتزكر، حيث تم بحث العديد من المجالات التجارية وسبل تطويرها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين، كما التقى سموه أيضا وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر. وجرى خلال الاجتماع استعراض العلاقات الثنائية ومجالات التعاون العسكري القائم بين البلدين، وسبل تطويرها. كما اجتمع سموه مع رئيس مجلس النواب الأميركي باول راين. وجرى بحث التعاون القائم بين البلدين، والسبل الكفيلة بتطويره، إلى جانب جملة من المسائل ذات الاهتمام المتبادل، ويعتبر راين من أبرز الشخصيات في الحزب الجمهوري والرافض بقوة لطرح دونالد ترامب المرشح الجمهوري للرئاسة في حظر دخول المسلمين إلى أمريكا.
لاشك أن هذه اللقاءات التي أجراها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان مع كبار المسئولين في البيت الأبيض ومع رئيس مجلس النواب ومع أعضاء مجلس الكونغرس ومع كبار رجال المال والأعمال قد وجدت اهتماماً كبيراً ومتابعة من كبريات الصحف الأمريكية، ما يؤكد ما تتمتع به المملكة من مكانة قوية وفاعلة لدى الولايات المتحدة الأمريكية.
حيث اهتمت إذاعة صوت أمريكا «فويس أوف أمريكا» بلقاء ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالرئيس الأمريكي باراك أوباما، بالبيت الأبيض، كجزء من زيارته لواشنطن التي شملت اجتماعات رفيعة المستوى.
وأشارت إلى أن الأمير الشاب النائب الثاني لرئيس الوزراء السعودي ووزير الدفاع يمثل قوة رئيسية في خطط إعادة هيكلة الاقتصاد السعودي، وتقليص اعتماده على عائدات النفط، بحلول 2030م.
وأضافت أن ولي ولي العهد التقي بكثير من أهم مسؤولي إدارة أوباما، معتبرةً أن المهم أيضًا هو اجتماعه بالرئيس الأمريكي في البيت الأبيض، وهو المكان المحفوظ في العادة للاجتماعات مع رؤساء الدول.
كما أشارت شبكة «بلومبرج» أن المملكة تخطط لطرح عام أولي لشركة أرامكو، وهي أكبر شركة نفطية في العالم، التي يتوقع الأمير أن تصل قيمتها إلى أكثر من تريليوني دولار.
وتحدثت عن أن الأمير يقود أكبر عملية إعادة هيكلة اقتصادية في المملكة، ويتحرك لتقليص الدعم وتنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط من خلال توليد عائدات غير نفطية إضافية تصل إلى 100 مليار دولار بحلول 2020م.
هذا الاهتمام الكبير والحفاوة البالغة التي وجدها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان من صانع القرار الأمريكي تؤكد قوة ومتانة العلاقات التي تربط البلدين إضافة إلى أهمية المشروع الكبير الذي طرحه سموه على المسئولين الأمريكيين الذي وجد تجاوبا وحرصا كبيرا من قبل المسئولين وكبريات الشركات الأمريكية، وأن جدول اجتماعات ولي ولي العهد في الولايات المتحدة يظهر مستوى الأهمية التي توليها واشنطن له.
كما التقى ولي ولي العهد بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وبحث اللقاء الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، كما تم استعراض جهود المملكة في دعم الأمم المتحدة في المجالات الإغاثية والتنموية كافة وحفظ السلام، حيث أثنى الأمين العام للأمم المتحدة على ما تقدمه المملكة من مساعدات للنازحين السوريين وللدول النامية، منوها بدور المملكة القيادي في المنطقة والعالم، ودعمها القوي للأمم المتحدة ومؤسساتها منذ التأسيس، متطلعا إلى تكثيف هذه الشراكة مستقبلاً.
في بيان أصدره المتحدث الرسمي باسم الأمين العام استيفان دوجريك، عقب انتهاء اللقاء أن بان كي مون وولي ولي العهد السعودي بحثا خلال اجتماعهما في مقر المنظمة الدولية بنيويورك «وضع تدابير ملموسة من شأنها تحسين الوضع على الأرض في اليمن بحلول أغسطس المقبل موعد تقديم التقرير إلى مجلس الأمن للمناقشة.
وبحسب البيان قال بان كي مون خلال الاجتماع إنه «منفتح على تلقي أية معلومات جديدة من المملكة العربية السعودية بشأن التقرير، معرباً عن أمله في أن يتم عقد مناقشات بين الأمم المتحدة والمملكة العربية السعودية بهذا الصدد في وقت قريب.
قدّم أمين عام الأم المتحدة شكره للمملكة على دعمها القوي السياسي والمالي للعديد من أنشطة الأمم المتحدة، بما في ذلك مكافحة «الإرهاب» والعمل الإنساني.
وأوضح البيان أن الجانبين تبادلا وجهات النظر حول عدد كبير من القضايا الإقليمية، بما في ذلك الصراع في سورية، والأوضاع في ليبيا، ولبنان وعملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية.
ففي الملف السوري لفت البيان إلى أن الأمين العام «يتطلع إلى المملكة لتشجع جميع الأطراف على دعم جهود وقف إطلاق النار على الأرض والانخراط بشكل إيجابي مع المبعوث الخاص إلى سورية استيفان دي ميستورا، مؤكداً أن الأسابيع القليلة المقبلة ستكون «حاسمة لعملية السلام السورية».
وأعرب الأمين العام أيضاً عن «القلق إزاء تأثير الصراع السوري على لبنان، وفي هذا الصدد سلّط الضوء على ضرورة إيجاد حل لموضوع الرئاسة الشاغرة في البلاد منذ مايو 2014، داعياً إلى أقصى قدر من الدعم للحكومة اللبنانية.
وفيما يخص ليبيا، قال إنه في حين يشعر بالتشجيع بعد أن استقر مجلس الرئاسة لحكومة التوافق الوطني في طرابلس، إلا أنه «من المهم أيضاً أن تقدم جميع الدول المساعدة من أجل ضمان أن يخضع الجنرال خليفة حفتر ووحدات جيشه لإشراف مجلس الرئاسة».
وبالنسبة لمستقبل عملية السلام الإسرائيلية- الفلسطينية، أبلغ كي مون، ولي ولي العهد أن تقرير اللجنة الرباعية «التي تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا» سيصدر قريباً، وأنه يأمل في أن يتم تشكيل إجماع دولي حول كيفية الدفع والمحافظة على مبدأ حل الدولتين».
وتأتي الخطوة الأهم في هذه الزيارة من الناحية الاقتصادية هي زيارة الغرب الأمريكي، حيث «وادي السليكون» في ولاية كاليفورنيا، التي تضم أشهر الشركات الأمريكية والعالمية في مجالات مختلفة، من أهمها التقنية والتكنولوجيا، التي منها مقر قوقل وآبل وايبي وانتل.. ويضم شركات عالمية. وتبلغ القيمة السوقية لـ»وادي السليكون» 3 تريليونات دولار، هي القيمة السوقية للشركات التي تقع بين جنباته، ويمثل اليوم العاصمة التقنية للكرة الأرضية بفضل مئات الشركات العاملة في مجال التقنيات المتقدمة، التي تتخذ من هذه البقعة الجغرافية مركزًا لمقارها الرئيسة، حيث التقى سمو ولي ولي العهد، كبار المسئولين في شركة فيسبوك، خلال زيارته مقر الشركة في وادي السيليكون، واطلع سموه خلال الزيارة على عرض مرئي تفاعلي ثلاثي الأبعاد عن التطبيقات الجديدة للشركة.
وبحث سموه مع الشريك المؤسس ورئيس شركة «فيسبوك» مارك زوكربيرغ والفريق الإداري بالشركة، آفاق التعاون خاصة في مجالات تدريب الشباب السعودي في «فيسبوك» والشركات التابعة لها، وتوفير بيئة ملائمة لاستثمارات «فيسبوك» في المملكة، خاصةً في مجالات التقنيات الإبداعية.
كما التقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، خلال زيارته مدينة سان فرانسيسكو بمجموعة سي وورلد الترفيهية.
وقال المدير التنفيذي لشركة سي وورلد السيد جويل مانبي: إنهم يبحثون جميع الخيارات السياحية وإيجاد شركاء في مجال المتنزهات البحرية والحدائق الترفيهية ومن بينها المملكة.
ووقع ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، مذكرة تفاهم مع شركة «سيسكو سيستمز» الأمريكية، التي تعتبر الأولى عالميا في مجال المعدات الشبكية.
وجاء التوقيع خلال زيارة الأمير إلى مقر الشركة في سان فرانسيسكو، وذلك بغية تسريع وتيرة التحول الرقمي وفق
«رؤية 2030».
ووقع الأمير أيضا اتفاقية مع شركة «داو كيميكال» الأمريكية، منحها من خلالها أول ترخيص استثماري في القطاع التجاري السعودي بملكية أجنبية بالكامل للشركة.
كما سمح الأمير محمد بن سلمان لشركة سيكس فلاغز «SIX FLAGS» الترفيهية الأمريكية بالعمل داخل المملكة. وذلك لبناء المدن الترفيهية، بهدف تشجيع السياحة.
يأتي ذلك بعد أيام من إعلان صندوق الاستثمارات العامة، الذراع الاستثمارية السيادية للمملكة، استثمار 3.5 مليار دولار في شركة «أوبر» الأمريكية.
وفقاً لتقارير عالمية؛ فإن جولة الأمير محمد بن سلمان الأخيرة إلى واشنطن ومنها إلى كاليفورنيا ثم نيويورك، وعقده العديد من الاجتماعات مع المديرين التنفيذيين لشركات التقنية العملاقة والالتقاء بالمسؤولين الأمريكيين، أكدت أن السعودية بالفعل جادة في خططها للتغيير وتنويع مصادر الدخل وجذب الاستثمارات الأجنبية؛ وهو ما أدى إلى تراجع الكثير من الروايات الغربية التي كانت تشكك في الرؤية السعودية.
ووصف بعض الاقتصاديين الأمير محمد بن سلمان بـ»قيصر الاقتصاد»؛ للنشاط الكبير الذي يقوم به في جذب الاستثمارات والتقنية المتقدمة إلى السعودية، والكشف عن الخطط الاقتصادية المستقبلية التي تسعى البلاد إلى تحقيقها خلال السنوات القليلة المقبلة.
كما شملت الزيارة عقد اجتماعات مع عدد من الشركات المتخصصة في الصناعات العسكرية؛ حيث اجتمع مع رئيس وأعضاء شركات «بوينغ» لصناعة الطائرات، و»ريثيون» الدولية للصناعات الدفاعية، و»لوكهيد مارتن» الدولية كل على حدة.
وينتظر أن تشهد الأيام القليلة المقبلة، الإعلان عن العديد من المشاريع والاستثمارات الأجنبية الضخمة في جميع المجالات للعمل في السعودية؛ ومنها عدد من المطاعم العالمية التي تملك آلاف الفروع في الولايات المتحدة وفي أوروبا.
وكانت الخارجية الأمريكية قد أكدت في بيان بعد زيارة الأمير محمد لواشنطن، أن أمريكا رحّبت بالتزام السعودية بالإصلاح الاقتصادي، وأكدوا دعم الولايات المتحدة للمملكة لتنفيذ برنامجها الاقتصادي الطموح، كما اتفق الجانبان على ضرورة التنويع الاقتصادي وتوسيع فرص العمل في القطاع الخاص.
إذاً فإن كل تلك الجهود الجبارة التي بذلت في هذه الزيارة التي استمرت أسبوعين في هذا الشهر الكريم الذي عادة ما تؤجل فيه التحركات الدبلوماسية تؤكد على جدية والتزام الأمير الصارم واهتمامه الفاعل بعامل الوقت بهدف تحقيق أكبر قدر من الإنجازات لتنفيذ وتنزيل خطة الرؤية 2030 على أرض الواقع فالاتفاقات التي وقعها حتى الآن قد أكدت صدق الالتزامات التي جاءت ضمن رؤية السعودية 2030.
وبعد..
الرحلة الأميرية للولايات المتحدة الأمريكية حدث فريد سواء من حيث مدة الزيارة الأطول, أو من حيث ضخامة برنامجها المتنوع والشامل لكل منحي الحياة.
حقاً إنها رحلة تُسجل في تاريخ العلاقات بين البلدين.