فهد بن جليد
يرحل ضيفنا سريعاً، لتنتهي أيَّام وليالي شهر الفضائل والمكارم والخيرات، فهل ترحل معه تلك الفضائل؟ وتتوقف بعده تلك العبادات؟!
لا أحب أن أرتدي عباءة الناصح والواعظ، لكن علينا أن نتذاكر مع بعضنا حول ما يجب أن نكون عليه طوال حياتنا؟ فهذا الشهر بمثابة المزود بالطاقة الإيجابية لباقي أيَّام السنة، كما يرى العلماء أن من علامات القبول فيه الاستمرار على الطاعة والعبادة، وفعل الخير والتحلي بالأخلاق الإسلامية بعده، فرب رمضان هو رب باقي الشهور، ومن (غير المقبول واللائق) أن نترك أخلاق رمضان وكأننا نُخصص أخلاقاً (لرمضان فقط)، فتُهجر المساجد، ونتوقف عن قراءة القرآن وتدبر معانيه، ونبخل بالصدقات وتفقد المحتاجين، مع عدم الشعور بمأساتهم إلا في أيَّام رمضان!
أحوال مجتمعنا بدءاً تحتاج إلى جهد ومثابرة لعلاجها حتى تستمر حميدة كما هي في رمضان، ولتتواصل الفضائل بعد رحيل هذا الشهر، فكم منا سيتحدث مع أبنائه ليُذّكرهم أن ما شاهدوه في رمضان من أخلاق وصفات وعبادات هي حال (المسلم الطبيعي) في كل الأزمنة؟ وأن أثر رمضان يجب أن يبقى بعده في السلوك والأخلاق، طوال الشهر كانت عبارة (اللهم إني صائم) حاضرة في وجه أي اختلاف أو خطأ أخلاقي نتعرض له (كصائمين)، وهو ذات الخُلق الذي يجب أن يحافظ عليه المجتمع، ليستقيم سلوك أفراده، ويتخلصوا من الضغائن والأحقاد، والضعف أمام مغريات الفساد والكذب والسرقة.. إلخ، لتحل محلها عبارة (اللهم إني مُسلم)؟!.
من الحسن أن نراجع أنفسنا قليلاً، ونضع حياتنا في ميزان الأخلاق بعد رمضان في محاولة للتوازن والاعتدال بعده، فيكفينا التحرر من العادات السلبية (غير الحميدة)، والتحلي بالإيجابية في حياتنا، رمضان له قيمة (معنوية خاصة) علينا محاولة ترجمتها إلى أفعال وأخلاق، كجزء وواجب من حق عام (لمجتمعنا ووطننا) دون مثالية؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.