تواصيف حميد
عندما أعيد ذاكرتي لماضٍ جميل خطفه منا الفراق, ليشتت دروبنا أغمض عيني تارة, وتارة أخرى أتذكر تلك الضحكات.. التي تعانقها دموعنا, أيام ذهبت من أعمارنا ولن يبقى منها سوى شريط بالذاكرة نعيد تكراره بالذاكرة فقط عندما يحرقنا الشوق ويذيبنا الحنين, لازلت اذكر صحبتي ولقاءنا الأول خلف سور المدرسة, اذكر أحزاننا, همومنا التي كنا نتقاسمها ونخفيها خلف تلك الضحكة أو الابتسامة, لا أملك فصاحة ذاك الشاعر, أو أملك براعة أديب لأسرد قصه سأكتب ما يجول بخاطري بهذه اللحظة..
أنا: شجن. لا املك شيئا حتى انسبه لنفسي, لا املك سوى اسمي ابلغ من العمر سبعة عشر عاما أهدافـي تزيد عمري, إلا أنها بدأت بالاضمحلال لا أحد يعرف موطني!
أجبرتني ظروفي الصحية أن أسافر تاركة خلفي كل شيء من أقارب وأصحاب, كنت أخطط ليس لهدف بل لأهداف ليست بقدر الأحلام, حتى انتهت ببداية هذا الداء.
لطالما تمنيت هذه اللحظة لأتخرج وانتقل لمرحلة الجامعية لا أرى سوى كرسي متحرك مقعدة عليه, لا أحد يرافقني سوى الوحدة واليأس الوحدة واليأس, كانا يصاحبانني برحلتي.
مللت من ضحكات زائفة ترسم على شفتيّ, مللت وعود ذاك الطبيب, إني مللت وضقت من زحمة تلك الأحرف والكلمات بأعماقي, لطالما كنت دائمة الحزن بداخلي, انتظر من يخفف عني أعبائي ولم أجد سوى الورق سامعا لقصصي وذاك القلم أصبح ينزف بحبره فقط ليواسيني.