هو رجل مزواج، تهمه المتعة الشخصية أكثر من أي معانٍ سامية أخرى للزواج.. فلم يكن يفكر حتى في أولاده وبناته، وتربيتهم، وكيف يعيشون، وما هي ظروفهم وأحوالهم؟!!
لديه ثلاث زوجات من بنات وطنه، وله من الذرية عشرون من الأبناء، بنين وبنات، أنجبهم من زوجاته الثلاث، ومع ذلك يتركهم بالأشهر متنقلاً بين الدول في سفرات لا طائل منها.
فقد أسفرت تلك السفرات عن زواج رابع من خارج الوطن؛ إذ ارتبط بواحدة من بنات إحدى الدول العربية؛ لتنضم هذه الزوجة الرابعة إلى بقية زوجاته الأخريات، ولتضيف مع مرور الزمن سبعة أبناء جدد بين بنين وبنات.
وظل ذلك الزوج فخورًا متباهيًا بنفسه، وأن لديه أربع زوجات. وقد ظل طوال وجوده معهن يهدد من ترفع صوتها منهن أو تشتكي بأنه سوف يطلقها، ويأتي بغيرها؛ كون الزواج من الخارج غير مكلف من وجهة نظره!!
ظللن بالحكمة والتعقل والخوف على أبنائهن من التشتت يتحاملن على أنفسهن، ويصبرن على الهم والغم الذي هن فيه لأجل فلذات أكبادهن مع هذا المزهو بنفسه المغرور والجاهل المتكبر.
شاءت إرادة الله أن يتقدم لشقيقة زوجته الأخيرة شاب من أبناء وطنه؛ فأبلغه والد العروس لكي يحضروا الفرح، فما كان منه إلا أن اعترض قائلاً إنه ليس بيني وبينه أي تكافؤ بالنسب..
وأضاف بتكبر: كيف تزوجونه وهو ليس من شريحتي ونسبي الاجتماعي الذي أفاخر به.. وأنا أفضل منه.
ولم يقف الأمر عند ذلك الحد، إنما هدد والدها أنه سيطلق ابنتهم زوجته، فحاول والدها أن يهدئ الأمر، ويذكره بما هو واجب: «كل الناس عند الله سواء، ولا فرق بينهم إلا بالتقوى.. اتق الله ولا تستهين بأحد».
فهو رجل لا يقل عنه في شيء.. فما كان من الأب والد الزوجة الأخيرة إلا أن أتم الزواج.. فلا يوجد شيء يعيبه أو يمنع زواجه منها.
هنا قام ذلك الجاهل بتطليق الزوجة الرابعة وإعادتها لأهلها تاركة فلذات أكبادها لدى والدهم، وهي سعيدة بالطلاق؛ كونها ترفض العيش مع رجل بهذه العقلية الجاهلة وبهذا التفكير؛ فهو لا يمكن أن يكون رجلاً سويًّا؛ كونه يرى نفسه أفضل من الآخرين من أبناء وطنه.
- محمد عبدالعزيز اليحيا
Mhd1999@hotmail.com