تعبنا من الفرق بيني وبينك، وبينك وبينه، وبيننا وبينهم .. لقد أتلفت أفكارنا هذه التفرقة ..أصبح المقتنع منا يبحث في أدراجة عن ثمة ورقة يثبت بها أنة أفضل مما يظنون وكأن ما كان له من سمعة وتعليم وخُلق طيب وأولاد جيدون وصلوات وذكر وأعمال خير وحب جار وطيبة اسم لم يفِ بالغرض..!؟
دفنَّا ما أردنا بما يسمى الجاهلية.. وأخذنا منها ما أردنا لهذا الزمن ((وإذا الموؤودة سُئلت بأي ذنبٍ قُتلت)) هناك كان ذاك ...وهنا نحن أيضاً قتلتنا العادات والتقاليد تقتسم قلوبنا لأنة أسود ونجبر لأنة أبيض ضاربين بلون قلبه عرض التجاهل..؟
طغت الخزعبلات علينا وأحلام الكثير سطت على نفوس الآخرين بدون حق.. تجاهلنا الفكر أمام المظهر بات أكثر ما يشغلنا من نحن؟ ومن أنت؟ وكيف ذلك؟.. فهناك حياة انتهت بالطلاق وأخرى بالانتحار وثالثة بالهرب وأخرى بالعنوسة..
لم هناك وئام بيننا وبين بعضنا أصدقاء جيدون بيننا حتى يأتي هذا السياق فتنسف كل جماليات الصداقة وذكريات الأماكن وما دونه الزمان أمام هذا النقاش ! المبارزة الحقيقية هي من سيدخل مننا الجنة وأي درجة سينال ..المبارزة في العلم من منا نال الأكثر علماً ومن منا لم يجرح أبداً.
كلنا يرى نفست الأفضل بشيء ما قدرة الله له وسمح به أمره فيأتي مختل الـ.. ركيك الفكر منحط التعليم متدهور الأسلوب ويقول بكل صوت يملئ المجالس: أنا الأفضل لأنني من فلان وفلان من فلان ولو أنه يكمل لوصل لأدم وآدم وآدم من تراب!
أي سنة لكم هذا الاعتقاد المشمئز لم نعرف من الدين العتيق إلا أنا أكرمكم عند الله أنقاكم.. شُجت حلو العلاقات وتُركت غصات بالصدور وظُلمت قلوب وتفرق أصدقاء وتطاول نبلاء بسبب هذا النسب الذي وللأسف لا يعرف فوق هذه الأرض إلا في مجتمعي وطن المحمدية العادلة التي لا تفرق الا بالتقوى.
فكفانا عزرائيل ذا المشلح الذي يتكئ على عصا أحدودب ظهره من فمن مئات السنين وهو يفرق ويوطي ويعلي ونحنُ بلد النفط، بلد الجامعات، بلد الحرمين، بلد الأئمة، بلد أن الجهل ظلام..
إحداهن سألتني في لحظة ما بكل تباهي لجاهليتها وقالت: بنت من أنتي؟؟ أستطيع أجابتها بنفس تواضع تفكيرها ..لكنني اكتفيت أن أختار إجابة لا تملك رديفتها وقلت: أنا ابنة أساتذة هذه المدينة وعندما ماتت جدتي سمعت النساء يقولون وهن يبكين: ماتت أم المعلمين ..رحمك الله وجعل هذا العلم بهم شفيعاً لكِ الكلمة ترن في أذني حتى بعد هذا الحين ،،! فتبسمت وقالت: نعم عرفت من تكونين...
تفاضلوا بالعلم بالسمعة الطيبة بالحب الذي تركتوه في نفوس المارة من حياتكم بمن أنت في مسجدك؟ وكيف هي صلتك وصلاتك مع ربك؟ وماذا عن ركعات فجرك؟.. فكلما تقدمنا خطوة أرجعنا هذا الفرق والتفرقة ألفا للوراء.. أعلم أن ما قلتة شائك ولن يعجب الأغلب.. لكنها غصة خرجت من بين التعب ولكراب... لا أحب الفراق وما شابهه.
- شروق سعد العبدان