رجاء العتيبي
تداول ناشطون على تويتر جملة (عزيزي المسافر من مطار الملك خالد عيدك معنا أحلى بدون ملابس) بثها حساب (عشاق عالم الطيران) على تويتر، سرت هذه الجملة بين الأسر السعودية سريان النار في الهشيم، كتعبير عن حالة الفوضى التي عمت أمتعة المسافرين خلال الأيام القليلة الماضية، لم أكن أتوقع أن هذه الجملة حقيقة إلا عندما شاهدت بنفسي عمق المشكلة عن كثب.
شاهدت طوابير (عشوائية) من المسافرين مع حقائبهم معظمهم من الأسر السعودية في حالة فوضى وزحام في انتظار (كرت صعود الطائرة)، كان عليهم أن تنتظروا لساعات طويلة حتى يصلوا إلى موظف الخطوط السعودية، وإذا وصلوا تكون رحلتهم قد غادرت، لا أحد يستمع إليهم ولا أحد يحل مشكلتهم، عليهم أن ينتظروا وكفى.
وطالما الأمر هكذا، رأيت نشاطا محموما لفيتامين (واو) يعود مرة أخرى، بعض المسافرين يلجأ إلى نظام (المحسوبيات) ليتخطى الزحام وينقذ نفسه، ما يعزز بطء الطوابير، وكانت (الواسطة) تتم ليصلوا بسهولة إلى موظف كرت صعود الطائرة ويعطيه رقم الحجز، وما هي إلا دقائق حتى يحصل على ما يريد، ويقلع المسافر قبل كل الطوابير التي سبقته بساعات.
وعندما تنتشر الواسطة في هذا الموقف بشكل مزعج وظالم، فتأكد أن النظام فاشل من حيث الدقة والسرعة والعدالة والإنسانية، واعلم أن المسؤول الكبير لا يعلم عن عمق المشكلة، وإلا لما سكت عن ذلك.
وتبعا لهذه الأزمة التي فشلت الخطوط السعودية بمطار الملك خالد بإدارتها على الوجه المطلوب، تبعا لذلك تأخرت (حقائب) المسافرين عن محطة الوصول لساعات وأيام، بعضها عاد في اليوم الثاني وبعضها لم يعد، وعندما تراجع إدارة (خدمات الأمتعة) لا يجيبك أحد بحماس فالموظف يشعرك بأن (الشق أوسع من الرقعة) وأن الأمر فوق طاقته، فلا يستطيع أن يبحث عن أمتعتك وسط (5000) حقيبة متأخرة عن محطة الوصول، يتفهمون موقفك ولكن لا يستطيعون عمل شيء، سوى الأخ عبدالرحمن الذي قدر بمسؤوليته كموظف حجم المشكلة، بعد أن أبلغه المسافرين أن الحقائب بها (ملابس العيد) ولا بد من وصول الحقيبة، ذهب بنفسه وبعد معاناة من البحث استطاع أن يجد حقائب الذين راجعوه في فترة عمله وأن يرسم بسمة العيد على محيا الأولاد والبنات، كان محل تقدير واحترام الجميع، كموظف خطوط يشرف الجهة التي يعمل بها، لهج الجميع له بالدعاء وغادروا.
إذا كانت الخطوط السعودية لم تستطع إدارة حشود (الحقائب) فكيف يمكن أن تدير (حشود المسافرين)؟
وإذا كانت المحسوبيات متغلغلة في نظامها، فكيف يمكن أن تحقق العدالة للمسافرين؟ أملنا في وزير النقل أن يعيد غربلة هذا الجهاز المتهالك، ليصل به إلى مرحلة ننافس مطار سيئول.