عبده الأسمري
دائماً وأبداً ما تشكل لي الكتابة (رئة ثالثة) واليوم أصافح القراء بأول مقال لي في هذه الصحيفة بعد أن تكرم رئيس التحرير (العميد) بمنحي هذه الزاوية لأركض فيها بعد سنوات من كتابة المقال في صحف أخرى.عاهدت ووعدت أني سأكون رهنا لمقص الرقابة ورهيناً لمشرط تتبع الكتابة. في مخيلتي أحلام وردية لأجيال قادمة وفي مفكرتي آمال سرمدية لوطن طموح وفي جعبتي عيدية أهديها للقراء بمختلف شرائحهم.
مشوار جديد في حضرة العميد سأقف متحيرا أمام كتابة ساخرة قد توجع المتشددين فيصفوني بـ»الليبرالي « رغم براءتي وأخرى فاخرة قد تؤلم الفاسدين فينعتوني بـ»المتحيز» ونوع أخير سيكون تركيبة من سحر الكلمات لأدغدغ مشاعر أهل الحكمة وبحر عبارات لألدغ به جماعة المراوغين وركب المزوغين عن طريق المنطق.
حياد زاويتي الخاصة وركني القصي الذي أنثر فيه آهات أصحاب الدمع العصي وأنقل من خلاله هموم الشارع وآلام المنسيين وأحلام البسطاء وأوجاع المكلومين وسأكشف فيه ما استطعت عن خفايا وخبايا وأبواب خلفية لم تفتح وإن فتحت أغلقتها الذاتية وأوصدتها أكف اعتادت التخطيط في الخفاء ووسط أعماق التخفي بأنفس اعتادت التشفي بالآخرين.
في السلطة الرابعة تشكل الكتابة «خلطة أولى « لكشف المستور في كل فنون العمل الصحفي الذي صقلني فيه الميدان وصقلتني فيه خبرات تشربتها في ذاكرتي وأنا أتتبع الألم بين ردهات القرار وأتابع الهم داخل ترهات مخالفة النظام.
سأحاصر نفسي في هذه الزاوية لعلي أجد دعوة في ظهر الغيب وسأنحصر في ميدان ركض موضوعي رسمته لنا قيادتنا التي فتحت كل الأبواب أمام أصحاب الرأي والباحثين عن النقد من أجل الإصلاح والانتقاد لتوظيف الفلاح. أتذكر وسأظل وأنقل الذكرى لكل مواطن في هذا الوطن أننا جميعاً مسؤولون أمام خطة الدولة في «الرؤية 2030»التي هي رؤيتنا جميعا فهي مشروع وطن وخطة دولة وفكر قيادة ومسؤولية شعب، وحتى نحتفل جميعاً على خط النهاية علينا أن نبدأ بداية منظمة مرتبة بأهداف إستراتيجية وعمل دؤوب همنا الأول فيه «المواطنة الصادقة «وديدننا فيه «مصلحة الوطن « وشعارنا فيه مستقبل طموح « لننثر الورد على الدرب كي نصل إلى تحقيق الأهداف المناطة بنا ككيان واحد نتشارك في الهمة ونشترك في الرؤية والهدف والتخطيط. وإلى مقال قادم يجمعني بكم على خير، وكل عام وأنتم من الغانمين بالحسنات المغتنمين لبركات رب العالمين.