أ.د.عثمان بن صالح العامر
هذه ليست ملابس الفقراء والمعوزين في عيد هذا العام، بل هي الموضة الجديدة التي نزلت السوق السعودي مطلع شهر رمضان المبارك، وتناقلها الناس في مواقع التواصل الاجتماعي مستغربين ومستنكرين وجود مثل هذا النوع من هذه البلايز والبنطلونات النسائية في مجمعاتنا التجارية، بل وصل الاستغراب والتعجب إلى بعض الصحف والمواقع الإلكترونية الخارجية التي يتصارع أهلها ويسابقون غيرهم على صيحات الموضة والجديد في عالم الأزياء.
# قبل أن نحاكم المجتمع ونستنكر على المرأة شراء هذا اللون الجديد من الملابس الذي أقل ما يقال عنه أنه فاضح ومزرٍ بكل المقاييس والأعراف، قبل هذا لابد أن نجيب عن سؤال مهم يتبادر إلى أذهان الكل، ترى كيف تم دخول هذه القطع النسائية المخالفة للدين والأعراف والقيم التي عليها أهل هذه البلاد المملكة العربية السعودية بكميات تجارية للملكة العربية السعودية، وسُمح ببيعها في مولاتنا الكبرى ورُوِّج لها بشكل غريب؟ ومن المسؤول عن ذلك؟ ولمصلحة من؟ وما الموقف الذي يجب أن يُتخذ في مثل هذه الحال؟.
# الجديد في عالم الموضة ما وصلني اليوم من دخول السوق أحذية نسائية -أعزكم الله- على هيئة رجل حمار!!!
# هذا الاستخفاف بعقلية المستهلك السعودي -خاصة المرأة- مؤشر على نظرة هؤلاء المنتجين والمورّدين والباعة لنا كشعوب عالم ثالث نلهث وراء الجديد أياً كان، حتى لو كان فيه انتقاص لحقنا واحتقار لقيمنا وكرامتنا البشرية، وإلا فمن ترضى أن تلبس (بلوزة) ممزقة ومخرقة تظهر أجزاء من جسدها بشكل يرثى له، وقس على ذلك (البنطلون، الحنز) الذي هو من قبل خاص بالطبقة الفقيرة المحتاجة التي لا تجد ما تلبسه وتنتظر ما يجود به أهل الخير من ملابس استغنوا عنها فتفضلوا بها على أهل هذا البيت المتعفف المستور!!.
# إن اللباس ستر وزينة للمرأة والرجل على حد سواء، ولذلك أولاه الإسلام بل أولته جميع الأديان السماوية والشرائع الربانية الاهتمام الذي يستحق كما هو معلوم، كما أن الدول والأمم والشعوب جعلت للزي الوطني منزلته التي يجب أن تحترم من الكل في المناسبات الرسمية الداخلية والخارجية والأعياد واللقاءات الاجتماعية وعلى ذلك قس.
# المشكلة أن منا من يفهم الحرية الشخصية فهماً خاطئاً، فيظن أن دلالتها تعني أن يعيش مدعيها بلا ضوابط أو قيود في لبسه ومنطقه وكلامه وصداقاته وأكله وشربه و.. حتى إن تجاوز حدود الآداب العامة والقيم المجتمعية والأعراف والتقاليد المعتبرة في مجتمعاتنا المحلية.
# والمشكلة الأخرى أن هذا أو هذه -سيان- يعتقد هو أو تعتقد هي أن الفرد الغربي يتمتع بلون من الحرية المطلقة التي تجعله فوق المساءلة، ولذلك يريد ويتمنى هذا الشاب السعودي أو تلك الفتاة السعودية أن يكونا كما هم!! وهذا غير صحيح، إذ لا يمكن أن توجد حرية كاملة لكل فرد في المجتمع ويعيش الناس بسلام، فالحريات تتعارض لتعارض المصالح وتباين الطباع واختلاف الرغبات والأهواء، ولذلك دبّجت الدساتير وسُنَّت القوانين ووجدت الشرطة وكانت المحاكم والسجون. هذا ما أحببت أن أسوقه بين يدي متخذي القرار، وعيدكم مبارك، وكل عام وأنتم بخير.