«الجزيرة» - يوسف بن محمد العتيق:
على مدى أكثر من أسبوع كان المواطن السعودي، ومعه المواطن العربي وكل مسلم في العالم يتابع بكل فخر رحلة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز إلى الولايات المتحدة التي أثمر عنها توقيع اتفاقيات وعقد اجتماعات مع شخصيات اقتصادية كبرى واجتماعات مع قادة مواقع التواصل الاجتماعي وتسليم رخصة عمل لأكبر الشركات في السعودية وغير ذلك من النتائج الكبيرة والمذهلة قياسًا على عامل الوقت، فأصبحت هذه الزيارة أنموذجًا على الزيارات التي يقوم بها كبار المسؤولين لتحقيق تطلعات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده في خدمة المواطن السعودي.
هذه الزيارة التي قام بها الأمير محمد بن سلمان منفذًا لتوجيهات خادم الحرمين في العمل على تحقيق رؤية (2030) أعادت للأذهان رحلة قام بها الأمير فيصل بن عبدالعزيز (الملك فيما بعد) إلى الولايات المتحدة الأمريكية سنة (1364 هـ - 1945 م) منفذًا توجيهات الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- حيث كان في أجندة الفيصل تمثيل المملكة العربية السعودية في الحدث الأبرز وهو توقيع إعلان تأسيس الأمم المتحدة والسعودية حاضرة في هذا الحدث التاريخي الكبير.
ومثلما نشاهد الآن رحلة محمد بن سلمان التي سيكون لها بحول الله أكبر الأثر في خدمة الوطن والمواطن وتحقيق تطلعات ولي الأمر فإننا نستذكر الملك المؤسس وأنجاله الكرام الذي ساروا على هذا النهج الكريم.
نستذكر رحلة الفيصل التي رافقه فيها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالعزيز، والأمير فهد بن عبدالعزيز (خادم الحرمين الشريفين الملك فيما بعد) وصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل عليهم جميعًا رحمة الله.
حيث كانت هذه الرحلة شاملة لعديد من الزيارات واللقاءات والاجتماعات التي يراد منها خدمة الوطن والمواطن وتنفيذ توجيهات الملك المؤسس.
أنقل الحديث هنا مختصرًا من مقالة علمية محكمة للدكتورة دلال بنت مخلد الحربي عضو مجلس الشورى، والكاتبة في هذه الصحيفة في مقال نشرته مجلة الدارة، وجاء فيه من الأعمال التي قام بها الأمير فيصل في هذه الرحلة:
* الوصول إلى واشنطن لتوقيع إعلان تأسيس الأمم المتحدة ممثلاً للمملكة العربية السعودية.
* في نيويورك حل الأمير ومرافقوه ضيوفًا على عدة جهات منها: تشزنبك، شركة الزيت الأمريكية الشرقية شركة تكساس.
* وفي هذه المدينة استغل الأمير فيصل وقت الفراغ وزار بعض المواقع الترفيهية والرياضية مثل: زيارته لأحد النوادي الريفية، ومشاهدة لعبة الجولف، طريقة ترويض الحيوانات المتوحشة، والألعاب الرياضية على الجليد وغيرها.
* ووصل الأمير ومرافقيه مدينة هيوستن بولاية تكساس وكان في استقبالهم أعضاء البلدية وجمع من سكان المدينة ومسؤولي شركة تكساس العملاقة في مجال النفط.
* ثم ذهبوا إلى المحطة البحرية كوربوس كريتسي التي تعد من أكبر القواعد البحرية للتمرين على الطيران، وفيها تعرفوا على عديد من المهام المرتبطة بهذه المحطة.
* وفي سان فرانسيسكو حيث المحطة الأهم في الرحلة وحضور مؤتمر سان فرانسيسكو. هذه نماذج من محطات هذه الرحلة التي وجه بها العاهل المؤسس ابنه الملك فيصل وفيها محطات أخرى مثل اللقاء مع الوفود العربية في أمريكا والتعرف على عديد من الشخصيات الفاعلة اجتماعيًا آنذاك.
هذه الرحلة التي قام بها الفيصل ومرافقوه للاستفادة من خبرات وإمكانات الدول المتقدمة في كافة المجالات تعطينا الأرضية لفهم بعض من مضامين الرحلة التي قام بها الأمير محمد بن سلمان إلى أمريكا حيث كانت وما زالت السياسة الحكيمة لولاة الأمر في الاستفادة من كل من سبقنا في أي مجال إبداعي ليعود النفع والفائدة على المواطن.