عبدالحفيظ الشمري
فرحتنا بمناسبة العيد السعيد، وبأيامه الزاهية القصيرة، تعادل في مضمونها وحضورها الوجداني ما يمكن لنا أن نفرح به طوال عام، إلا أن الفرحة هذه الأيام لا تلبث كثيراً في ذواكرنا ومشاعرنا، إذ يطالها - عادة - شيء من الهموم الإنسانية، والتفاعل المضني والشاق مع ما تمر به شعوب وبلاد تعاني من الفرقة والحروب ومظاهر الدمار.
يطل العيد هذه الأيام، لنسعى جاهدين إلى أن تكون مواعيده أيام فأل، وتطلع إلى أن تعتدل الحال إلى ما هو أفضل.. فلا شيء سوى التفاؤل والصبر، وأخذ الوعود على محمل الجد بأن يحل السلام على الجميع.
وحينما نشاهد تعبيرات وقسمات وتفاعل الكبار مع هذه الأيام لا نجد أي تفاعل واضح، بل يمكن أن نقول عنه شعور حيادي وعادي في استقبال العيد وأيامه .. فقد طغت - بلا شك - هذه الآلام على هواجسنا، واصطبغت بلون غير مريح؛ رغم أهمية التفاعل مع كل ما هو إيجابي يحفز على حياة أرحب، ووعد أفضل بأن تصلح الأمور وتعتدل الأحوال لا سيما أحوال العيد الذي يحل بيننا بأيام عمره الثلاثة.
إلا أن ما نعول عليه في هذه المقاربة الوجدانية مع العيد السعيد، هي حياة الطفولة التي نعدها هي النافذة الوحيدة التي يمكن لها أن تمدنا بالطاقة الإيجابية، والعزم المميز نحو هذه المناسبة، وأن نتعلم من الأطفال درساً مهما في كيفية التفاعل مع العيد وأيامه؛ ابتداءً من الحلوى، وزهو الفرح، وجمال الثياب، والابتسامات الرقيقة، وتلقف الهدايا البسيطة من أيادٍ طرية، وسواعد غضة تحمل إلينا نحن الكبار ما تجود به نفوسهم من وهب المودة، وطيب الحضور.
فللأطفال قدرة مؤثرة في صنع هذه السعادة الغامرة في استقبال أيام العيد السعيد، فهم لا يجاملون كثيراً في شعورهم، ولا يركنون للتسويف وانتظار الحلول، إنما يسعدون بحاضرهم، ويبتهجون بأيامهم،.. فما أجملهم، وما أبهاهم حينما يُعَلِّمُون الكبار لغة حسن التخاطب والتفاعل مع أيام العيد الجميل.
فإن أردنا أن نسايرهم بفرحة العيد، ونحاول أن نبتهج معهم بهذه المناسبة الرشيقة؛ فعلينا استعادة ما رقَّ من الذكريات القديمة لأيام العيد، لأنّ لها بعداً جمالياً في حياتنا، فهو مرتبط في أذهاننا بتفاصيل الماضي، فكلما مَرَّ العيد وأصبح ماضياً سجلنا إعجابنا فيه، وهذا ربما أجمل التفاصيل وأرقّها.