تعثرت بأحد الموضوعات اليومية في الإنترنت بالمصادفة، وشد انتباهي بصورة كبيرة؛ فأخذت أبحث عبر العم جوجل - أطال الله بقاءه - عن (كيف أعرف أن الرجل يحبني؟!). والأدهى والأمرّ أنني كنت أقرأ باهتمام مخيف، وكأنما أنا أدقق في تصرفات شخص معين، في حين أني خاوية (الجراب)، لا ناقة لي في الأمر ولا بعير! فوجدتها كلها تدور حول الاهتمام الشديد، يعقبه الإهمال الشديد، وطول النظرات، وتغيُّر العبرات، وكثرة الاتصالات.. وما إلى ذلك من دلالات، التي أعتقد أنها لا تحتاج لمنهاج! وإنما الكثير مثل (صديقنا) عقلي الطامح يتوق لمثل هذه الأجواء في منتصف معتركاتنا اليومية السخيفة والمملوءة بالانتفاخات الفارغة والمملة.
فنجول بين أزقة الأحاسيس وما يخبئه الحب من هزات نفسية وخبايا شوقية وتقلصات عصبية.. فنتوه بين لغة العيون ورمش الجفون وتلحين المتون! فتزرق الأماني، وتزدهر وترق المشاعر، وتروق الملامح! من كلام جوجل فطنا أن الرجل الذي يهتم يرق ويقسو - يختلس النظر ويشيح البصر - يهتم بالمشاعر ويستفزها! فالحب الحقيقي للرجل حب ناعم قاسٍ! حب مفعم جاف! حب على وزن مناخ البحر الأبيض المتوسط، الذي حيّر الجيولوجيين في زمانهم! تلك قدرة الله، وهاتيك قدرة آدم!
وما زلنا ندندن بأمنياتنا العشقية في حب البرية! ونرجو من الدنيا أن تهبنا ما نصبو إليه؛ فنغدو كما يصف الشابي والشوقيات فنرى الدنيا زهورًا تختلج.. تذوب من هوى المحبوب ما قسا وغنج!
خلاصة بريئة: الرجل إذا أحبك سيدتي فسوف يتسابق بلحن قول لتكوني له؛ فلربما أنانية العاشق وغيرته عليك تختصر ما يتمارون عليه. ولكن دعنا يا سيدي نتوه في محرابك علَّنا نستدل: فكيف يا ترى يحب الرجل؟!