دأبت الوزارات والمصالح الحكومية منذ البداية على إنشاء فروع لها في المدن المحتاجة ومنحتها الكثير من الإمكانات والصلاحيات وهذا الشكل من أشكال الارتباط هو المرغوب فيه لأنه هو الذي يحقق للمدن قدراً جيداً من التنمية ويوفر للمواطنين ما يحتاجونه من الخدمات دون مشقة أو عناء. لكن الوزارات والمصالح الحكومية قامت في وقت لاحق بفك ارتباطها بهذه الفروع وأنشأت لها إدارات عامة في المناطق لتتولى بالنيابة عنها الإشراف على هذه الفروع وتوفير ما تحتاجه لمواصلة تقديم الخدمات اللازمة لسكان المحافظات التابعة لها. إلا أن الإدارات العامة مع الأسف استأثرت بالكثير من مخصصات المناطق وركزت على تطوير نفسها حيث أصبحت الإدارة العامة الواحدة بحجم وزارة تضم عشرات الإدارات وعشرات الأقسام التي تعج بمئات الموظفين أما الفروع فقد تركز اهتمام الإدارات على الفرعين الرئيسيين في المنطقة دون سائر الفروع التي تمارس نشاطاً متواضعاً يناسب ما هو متوفر لديها من الإمكانيات والصلاحيات القليلة. ومن الأمثلة على ذلك فرع الزراعة في محافظة الرس الذي كان قبل ارتباطه بالإدارة العامة من أكثر الفروع نشاطاً بفضل ما لديه من الإمكانيات والصلاحيات لكن هذه الإمكانيات والصلاحيات تقلصت تدريجياً بعد ارتباطه بالإدارة العامة حتى أصبح في السنوات الأخيرة يعاني من شح أو انعدام المبيدات والأدوية البيطرية ومن قلة عدد السيارات اللازمة لفرق الوقاية والإرشاد والبيطرة وكون بعض السيارات الموجودة قديمة وكثيرة الأعطال كما ويعاني من قلة صلاحياته بما في ذلك صلاحية إصدار ترخيص استقدام عامل زراعي وعامل رعي التي لا تتم إلا من قبل الإدارة العامة والمتضرر من تردي أحوال هذا الفرع هم المزارعون ومربو الماشية الذين صاروا يشترون الأدوية والمبيدات على حسابهم ومن لا يستطيعون يتركون محاصيلهم تتلف ومواشيهم تموت وهم الذين يضطرون كذلك إلى السفر إلى بريدة من مسافات بعيدة وعبر طرق تعج بالحركة وبالحوادث المرورية الخطيرة للحصول على ترخيص استقدام عامل زراعي أو عامل رعي.
أرجو أن تستشعر كافة الإدارات العامة مسؤوليتها تجاه كافة الفروع التابعة لها وتزويدها بحقها مما يخصص للمنطقة في ميزانية الخير كل عام وتستشعر مسؤوليتها عن تمكين جميع فروعها من تقديم خدمات متكاملة لجميع المواطنين على مستوى المنطقة وتيسير حصولهم على هذه الخدمات بيسر وسهولة بعيداً عن المركزية المعمول بها. شاكرين ومقدرين ما ننعم به من أمر ورخاء تحت مظلة دولتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ملك الحزم والعزم حفظه الله.
- الرس