جلجامش أحد أبطال الأساطير البابلية (3200 ق.م) قاتل الوحوش الجبارة وتغلب عليها، ومن جملتها أنه صرع الثور الذي أطلقته عشتار ضده بعد نفوره منها، ومن وظائف البطل حسب ثقافة ذلك العصر أنه يكبح جماح الغرائز وأن ينشئ الحضارة وهذا ما تميز به بطلنا جلجامش.
وهناك تشابه بعيد المدى بين قصص وأساطير الشرق الأدنى ومثيلاتها المتداولة بين الأخيين في اليونان، وهناك رأي يفيد بأن جزيرة كريت قامت بدور الوسيط بين المنطقتين، وقد لاحظ العديد من الباحثين أوجه الشبه العديدة بين ملحمة الألياذة وملحمة جلجامش سواء كان ذلك في بعض المواقف أو بين الشخصيات، بل وحتى الأفكار الرئيسة، وعلاوة على ذلك فقد امتد تأثير ملحمة جلجامش السومرية البابلية إلى ملحمة الأوديسا ويمكن أن نتخذ من زيارة أوديسيوس للعالم الآخر ضمن الأساطير دليلاً موضوعياً على ذلك التشابه، إذ إن هذا المشهد مستعار من زيارة انكيدو صديق جلجامش لعالم الموتى، كما أن فكرة القيام بحملة عسكرية للظفر بعروس جميلة أو استعادتها المذكورة في الإلياذة تذكرنا بنفس الفكرة الواردة في ملحمة كرت الكنعانية (الفينيقية)، وإضافة إلى ذلك فإننا نجد أن بعض الشخصيات والمواقف والتعابير الأوجاريتية، تشير إلى تأثر الأساطير اليونانية بها، كما أن فترة نجاة بطل ملحمة الأوديسا اليونانية وهو أديسيوس بعد أن تحطمت كل سفنه وغرق كل من كان معه تلقي بفكرة سبقتها في القصة المصرية المسماة بقضية الملاح الذي نجا من الغرق في إحدى جزر البحر الأحمر التي يرجع تاريخها إلى ما قبل 2000ق.م ويمكن القول إن هناك الكثير الكثير من أوجه الشبه بين الأساطير اليونانية وأساطير الشرق الأدنى التي تتحدث عن الخروقات أو البطولات أو الحكايات الشعبية.
وهناك صورة يحمل فيها بان كو، وهو شخصية أسطورية، رمزي يين ويانج اللذان يظهران في التعاليم الكونفوشية.
وهناك أسطورة إغريقية أن «بان» اخترع أول آلة موسيقية وهي مزمار الراعي، واستناداً إلى هذه الأسطورة كان بان هذا يتجول حزيناً بين أعواد دغل القصب على ضفة النهر، فسمع أنفاسه تصدر أنيناً أثار إعجابه وشجونه فأخذ إحدى القصبات وقسمها إلى أقسام غير متساوية طولياً وجمعها معًا وحصل على أول آلة موسيقية.
في الواقع لا نستطيع أن نحدد شكل أول آلة موسيقية لأن الناس البدائيين في كل أرجاء العالم كانوا يملكون آلات موسيقى خاصة بهم، وكانت الموسيقى مرتبطة بطقوس دينية يرافقها راقصون وقارعو طبول ومصفقون ومنشدون ولم تكن الموسيقى وسيلة ترفيهية فقط كما هي اليوم.
تروي أسطورة «بان» كيف أن القدماء خطرت لهم منذ زمن بعيد فكرة اختراع آلات موسيقية فقد كانت الآلات الموسيقية البدائية على شكل طبل، ولاحقاً تم اختراع الآلات الهوائية كالقيثار والمزمار من قرون الحيوان، ومن هذه الآلات الهوائية غير المصقولة تم لاحقاً اختراع الآلات الموسيقية الفولاذية، ثم اهتدى الإنسان إلى استعمال الخيوط فاخترع القيثارة البسيطة التي تطورت فيما بعد إلى أشكال مختلفة.