فهد بن جليد
اجلس بجوار (المخبز) قبل المغرب في رمضان وسيختصر لك المشهد كل شيء؟ رغم أن الناس ستتناول (الإفطار) في وقت واحد، إلا أن الكل مُستعجل على طريقته الخاصة: يا صديق بسرعة (ريالين خبز) بجيب (فول) وأرجع، بالمقابل عند الفوال شخص آخر يقول بـ(3 ريال فول) بسرعة بروح (أجيب خبز) وأرجع.. الكل مستعجل، بينما وقت الإفطار واحد؟!.
يأخذني الفضول أحياناً، لمتابعة (نهاية رحلة) بعض السيارات المسرعة، خصوصاً أولئك الذين يزعجونك بكثرة النور (التكبيس) خلفك حتى تشعر أنك تعرقل حركة سير (مركبة أفلاطون)، وأنك تقف عثرة في طريق وصول هذا الإنسان إلى هدفه، وتحقيق حلمه!.
للأمانة من استطعت اللاحاق بهم من بعيد، ودون مخالفة نظام المرور قدر الإمكان، وجدتهم يسيرون دون هدف واضح بالنسبة لي، الرحلة تنتهي عند بقالة.. بوفيه.. مقهى.. محطة بنزين.. وآخرون يلتقون بسيارات أخرى ليعرقلوا بكل (بَلاَدة) السير في منتصف الطريق، لتجاذب حديث -لا أعتقد أنه أهم من أرواح البشر- الذين كاد أن يتسبب في (مقتلهم) بسرعته الجنونية.. أما القسم الآخر فتلك سيارات تختفي عن الأنظار بعيداً، وفي ظني أن الأهداف مُتشابة في النهاية.
برأيي أن المسؤول عن هذه المعضلة في الأصل؛ هو تنامي ثقافة (السرعة) في كل مناحي حياتنا، وميل الناس إلى تربية أطفالهم مُنذ الصغر على هذه الثقافة.. (بسرعة) جيب خبز، (بسرعة) ود أخوك للمدرسة، انقز (بسرعة) جيب لبن.. ليتعوّد مجتمعنا على (السرعة الممقوتة)، السرعة القاتلة والضارة!!.
نحن نملُّ الانتظار.. لأننا نسير دون (تأني) أو (تخطيط)، لا نقبل بإعطاء الأمور (وقتها الكامل)، نعتقد أن (السرعة) تعني الأهمية، وهي الإنجاز الحقيقي.
وعلى دروب الخير نلتقي،،،