محمد جبر الحربي
1.
زارَتْنِي الجُمْعةْ،
تلكَ المنسِيَّةُ منْ دُورِ الأهلِ فلسطينْ.
قلتُ لها: ما بِكِ..؟
قالتْ: لا شيءَ حبيبيْ،
بعضُ بُكاءٍ..
ودُعاءٍ،
وحَنينْ..!
2.
لا يُنكرُ فلاّحُ الأرضِ، ولا الأهلُ، التُّربةَ والطِّينْ.
يا أحبابَ ديارٍ
باللهِ عليكم لا تنسُوا الأسرى،
والشَّجرَ العَالي،
ما يتدلّى مِن أقمارٍ مِن عنبٍ يتدلّى
مثل العُمرِ كما نهرِ سنينْ.
لا تنسُوا يا أصحابَ الحقِّ،
وأحبابَ الماءِ،
وما يصفو كدُعاءٍ في مكَّةَ
أرضَ اللهِ فلسطينْ.
3.
أحْبَبْنا الزَّيتونَ،
ودافعْنا بجريدِ النَّخلِ
عن الغُصْنِ،
وعن ياسرَ
عن زيتِ الزَّيتونْ.
لكنّ الأرضَ المأسورةَ
كانتْ تبحثُ في تركيَّا
عندَ البسْفورِ عن المَعْنى،
عن لغةٍ أُخرى،
والمَعْنى في أرضِ اللَّيمونْ..!
4.
قالتْ: ما الأحرفُ
تنثرُها،
ثمّ تُبعثِرُها،
ثمّ تعودُ لتجمعَها في لُطفٍ ويقينْ.
قلتُ: لديَّ الفاءُ،
وحرفُ اللاّمِ كسيفٍ،
ولديَّ منَ السُّحبِ السِّينْ.
عندي الطّاءُ، كحاتمِ طيٍّ
والوطنِ الغالي.
والياءُ هنا أهلي،
والنُّونُ تُطِلُّ كعنقودِ العنبِ النّاضجِ في تشرينْ.
قالتْ: مِنْ أيِّ بلادِ اللهِ، سألتكَ باللهْ.
قلتُ: مِن النَّخلِ العالي
نرجعُها واللهِ..
بحَوْلِ اللهِ فلسطينْ.
5.
كمْ خرَّبْتَ البيتَ
وأنتَ تقولُ لخَلْقِ اللهِ
أنا مَنْ يبني بنيانَهْ.
مَنْ أنْتْ..؟!
نحنُ البيتُ،
ونحنُ سنحمي بالحبِّ وبالإيمانِ
ومِنْ فقرٍ ما يتهدَّمُ.
يا ظالمُ،
يا سارقُ،
إنّا سنعيدُ ببسمةِ حبٍّ أركانَهْ.
6.
قالَ فلسطينيٌّ لأخيهِ هَنيّةْ
هلْ عندَكَ مِشعَلْ..؟
أوْ عندكَ مِن قَطَرٍ غازْ..؟
قالَ: مَعاذَ اللهْ،
لا نسعى خلْفَ الألغازْ.
فالشَّعبُ صبورٌ ويعيشُ على النيَّةْ..!
7.
يومُ غدٍ فيما يبدو مِنْ أيَّامِ اللهِ خميسْ.
يا ربِّ أنامُ كما نومِ الشَّعبِ، كما الأطفالْ.
لا مشعلَ عندي.. لا عباسَ.. ولا طيفَ حماسْ.
كالطِّفلِ سَحَابي يحلمُ بسماءٍ،
لكنّ سَحَابي لا يحلمُ أبداً
في أيٍّ منهمْ،
مهما حاولتِ الدُّنيا برئيسْ.