«الجزيرة» - المحليات:
تصادف إجماع 12 خبيراً ومحكماً باختيار أول فائز سعودي بجائزة «مبتكر عكاظ»، أن تذهب إلى صاحب ابتكار تم تطبيقه في المسجد الحرام، خصوصاً أن إعلان الحدث جاء خلال شهر رمضان، وفي العشر الأواخر منه.
هذا هو حال المبتكر الفائز الدكتور أنس محمد باسلامة من جامعة أم القرى ووادي مكة للتقنية، حينما قدم ابتكار «تطبيق المقصد» القائم على منتج الملاحة الداخلية نافيبييز (Navybees)، والمطبَّق حالياً في الحرم المكي لخدمة ضيوف الرحمن على أجهزة الآيفونوالأندرويد.
رسالة «مبتكر عكاظ» للمبتكرين
المبتكر الدكتور باسلامة وجه رسالة إلى شباب الابتكار، قال فيها: «إذا كانت لديك فكرة ابتكارية، تعلّم كيف تنفذها بنفسك.. تعلم مهارات البرمجة والهندسة، التي قد تبقى لديك ليس لها أي قيمة، ولن تستطيع تنفيذها».
اهتم الدكتور باسلامة كثيراً بالسؤال الذي تعلق بكونه أول فائز بجائزة «المبتكر» المستحدثة لأول مرة هذا العام في سوق عكاظ، وقال في هذا الصدد: «كأحد المبتكرين في هذا الوطن، مثل هذه الجوائز تؤكد وجود اهتمام كبير من ولاة الأمر لدعم المبتكرين ورواد الأعمال وتحفيزهم على الإبداع».
تفاصيل الابتكار الفائز
وعن مشاركته التي وجدت ترحيباً واهتماماً من 12 خبيراً ومحكماً بتحقيقها أعلى درجة، وهي «تطبيق المقصد»، قدم الفائز شرحاً إجمالياً كان من خلالها ممتناً لزملائه في فريق العمل بوادي مكة للتقنية، من خلال تحويل فكرته ومشروعه البحثي إلى منتج واقعي يباع في الأسواق.
وقال الدكتور باسلامة: «المشاركة هي واحدة من ابتكارات عدة قمنا بتطويرها في وادي مكة للتقنية، وتحويلها من مشاريع بحثية إلى منتجات تُباع في الأسواق. وهي منتج الملاحة الداخلية «نافيبييز»، وهو نظام يعمل على الجوالات ويساعد على التوجيه والتنقُّل داخل الأماكن المغلقة.
علاقة بين البلوتوث والخرائط ثلاثية الأبعاد
وأضاف المبتكر: «يقوم النظام بتحديد موقع المستخدم عن طريق حسّاسات بلوتوث، وعرضه على خريطة ثلاثية الأبعاد تحتوي على معلومات تفصيلية عن المبنى.. وأول إنجازاتنا هو تنفيذ مشروع الملاحة الداخلية مع الرئاسة العام لشؤون المسجد الحرام لخدمة ضيوف الرحمن، وهو تطبيق المقصد.. ويمكن تنزيل التطبيق على أجهزة الآيفونوالأندرويد.. وسنقوم قريباً بتطبيق التقنية على عدد من المولات والمطارات داخل المملكة وخارجها، مما يؤكد نجاح الابتكار وقبوله من الجهات المستفيدة.
من المسجد الحرام إلى المسجد النبوي
لدى سؤاله عن إمكانية استخدام تطبيق المقصد أثناء زيارة الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، أوضح الدكتور باسلامة أن التطبيق يعمل فقط في المسجد الحرام بمكة، وقال متمنياً: «نأمل بإذن الله أن نتشرف بتطبيقه في المسجد النبوي الشريف».
هل حقق مبتكرونا الهدف؟
وجهنا لـ«مبتكر سوق عكاظ»، سؤالاً حول حقيقة ورود مفردة الابتكار كثيراً في الأجهزة الإعلامية.. لكن مع ذلك هل حقق المبتكرون ما يوازي الابتكارات في الدول الأخرى؟ وهنا كان الدكتور باسلامة واضحاً وصريحاً، حينما قال: «الابتكار ليس فقط فكرة نحاول حمايتها، بل مشروع مستمر يتطلب حاجة سوقية ماسة، وتطوير تقني، وتعاون من جهات مختلفة، ليرقى لمصاف العالمية».
وأضاف: «لدينا من المبدعين الكثير جداً في شتى المجالات، وهم بحاجة إلى بيئات ابتكار حاضنة تقدم الدعم المالي والتقني والتدريبي. ومن هنا يأتي دور أودية التقنية والجامعات لتقديم ذلك الدعم، كوادي مكة للتقنية مثالاً، ومسرّعات الأعمال، وغيرها».
إبداع «سوق عكاظ» ماضياً ومستقبلاً
وعن سؤاله بشأن ما يراه بخصوص اهتمام «سوق عكاظ» بمسابقات الابتكار، رغم أنه أصل من التاريخ والماضي، قال الدكتور باسلامة: «سوق عكاظ منذ القدم ملتقى المبدعين من الشعراء والاقتصاديين وغيرهم، ومع دعم الابتكار سيشمل مبدعي المستقبل، من مبتكرين وروّاد أعمال».
أين العائد المادي؟
وحول العائد المادي المجزي والمشجع للابتكار، خصوصاً في مجتمع تقني وناشئ، قال: «لا شك أن الابتكار مهم جداً لتنمية عجلة الاقتصاد المعرفي، الذي يعتمد على العقول، بدلاً من المصادر الطبيعية، وهذا يتوافق مع رؤية 2030».
دور الأسرة.. والمدرسة
وأضاف متابع آخر سؤالاً عن دور الأسرة في دعم المبتكرين الشباب، وهل دورها أهم من المدرسة؟
وهنا قال الدكتور باسلامة: «لا شك في ذلك، أغلب المبتكرين في الشركات الناشئة على مستوى العالم تحصّلوا على الدعم المالي والمعنوي من أهاليهم أولاً قبل الآخرين»، ولهذا أهدى فوزه في بداية الحوار على «تويتر» إلى والده الدكتور محمد صالح باسلامة على دعمه المتواصل وإلى والدته، في إشارة إلى أهمية دور الأسرة.
ولم يغفل باسلامة المدرسة، وقال: «دور المدرسة لا يمكن التقليل منه، ليس فقط للتشجيع وتعليم التفكير الإبداعي، بل لكي يتعلم الطالب مهارات تنفيذ فكرته وتحويلها إلى حقيقة».
موجهاً في ختام حواره شكره لسمو الأمير خالد الفيصل لإحيائه #سوق_عكاظ وربطه بالاقتصاد والتنمية والشباب وهو دوره منذ القدم، وللجنة الإشرافية على السوق واللجان العاملة.