* أنا متزوجة منذ 10 سنوات ولدي أطفال لكن المشكلة في زوجي فهو ذو شخصية شكّاكة، يتابعني في كل مكان ويراقب اتصالاتي، يأتي للبيت في أوقات غير أوقات عودته المعتادة، أحال حياتي إلى جحيم فهو يتجسس عليَّ باستمرار، يتابع تحركّاتي ويعدّ أنفاسي.. خيالاته لا تنتهي، حاصرني الهمّ وضاقت علي الأرض، ولم يبق لي بعد الله إلا أنت.
* الرد:
مما لا شكّ فيه أن الشك داء وبيل ومرض خطير إذا استوطن في البيوت فإن الألم والتعاسة هي النتيجة المنتظرة ومعها تُوأد المودّة ويُنسف الحب.. تلك الشكوك الشيطانية لا تبني للسعادة صرحاً ولا للهناء داراً، فهي ريح عاتية تدمر كل شيء ولا حول ولا قوّة إلا بالله. تهدم كل مأوى للصفاء وتنسف قصور الهناء، وكم أحسّ بمعاناتك وأسأل الله لك الصبر على ما تقاسين وتعانين ونصيحتي لك تتلخص في الآتي:
اعلمي أن الشك من المشاكل المتجذرة لذا فإن علاجها ليس بالأمر الهيّن ويحتاج لصبر ومجالدة وأصعب ما في المشكلة أن الطرف الأهم في القضية (الزوج) غالباً لا يعترف بهذه العلة، فهو يبرر لنفسه ويسوغ لشكّه وأحسب أن الأمر يحتاج إلى وقت وجهد.
• بعض النساء هي من يزرع الشك في قلب الرجل ( بحسن نية) لذا فإني أنصحك بالابتعاد عن التصرفات التي قد تدفع زوجك إلى الشكّ فيك، ومن أمثلة هذه التصرفات أن تخرجي دون أن تخبريه، أو التأخر في العودة للمنزل أو التّبرج ولبس الملابس غير المناسبة، التي قد تثير الشك في صدر زوجك.. أو الإكثار من استخدام الهاتف وغيره.
• الزمي الهدوء وعدم المعاندة في حال طلب الزوج توضيح أمر يشك فيه حتى يسكن شكَّه ويطمئن قلبه.
• لا تملّي من إفصاحك له عن إعجابك الشديد بشخصيته وتقديرك لتصرفاته وتميزه.. أكثري من الثناء عليه وعبّري عن حبك العظيم له...
• من العوامل التي أظنها تساعد على إبعاد شبح الشك إظهار جديتك وعدم ميلك لما قد يُوهم بهزال شخصيتك من كثرة الذهاب للأسواق أو المبالغة الشديدة في مشاهدة التلفاز أو الإكثار من استخدام الجوال وغير ذلك..
• استشعارك أن رياح الهمّ التي هبت على حياتك إنما هي من البلاء الذي تؤجرين عليه متى ما احتسبتِ وصبرتِ.
وتذكري أن هناك من هو أصعب حالاً وأشد ألما منك، فرج الله همك وسدد أمرك ووفقك لكل خير.