ما إن يقترب شهر رمضان من دخوله أو إعلان يوم عيده إلا وتتحرك مشاعر المبدعين، كل في تخصصه، شعرًا ورسمًا وتصويرًا وتصميمًا لبطاقات التهنئة.
هذا التوجه يتكرر عامًا بعد عام مع حلول هذا الشهر الكريم، وتتنوع اللوحات والصور بين إيحاء ورمزية في اللوحات عند التشكيليين والمصممين لبطاقات التهاني وواقعية في التعبير. وكثير من الفنانين أبدعوا في تصوير حالة الترقب التي يقوم بها كل المسلمين المتخصصين في متابعة الهالة من الفلكيين أو من عامة الناس كاجتهادات منهم، وسعيًا لكسب رؤيته، وتبشير الناس بحلول الشهر أو العيد. وقد اشتهرت كثير من اللوحات، منها لوحة الفنان الفرنسي المسلم الملقب بنصر الدين دينات (ألفونس إتيان دينات)، التي يبرز في لوحته ترقب الهلال لحظة اجتماع عائلة وسعادتهم وهم يرفعون أياديهم تضرعًا وفرحًا به، كما يظهر أحد أبنائهم وهو يشير إلى الهلال.
وما تضمنته اليوم رسائل التواصل الاجتماعي في بداية دخول شهر رمضان المبارك، وكذلك ما يعد للتهاني بحلول عيد الفطر من اختيار تصاميم غاية في الروعة مستلهمين الهلال كشكل إسلامي يعبر عن المناسبات الثلاث (دخول رمضان وحلول عيد الفطر وعيد الأضحى)، فأصبح رمزًا إسلاميًّا لكل مسلم في كل أصقاع الكرة الأرضية مهما اختلفت اللغات. ولم يتوقف استلهام الأهلة في اللوحات التشكيلية أو بطاقات التهاني بل انتقل إلى الفضاء المفتوح؛ إذ أبدع الفنانون والمهندسون بتجميل ميادين المدن بالأهلة المضاءة بتأميم يتناسب في أحجامها مع الفضاء المحيط بها، فأضفت جمالاً على المواقع التي أُقيمت فيها.
هذا الرمز الإسلامي بدأ في مآذن المساجد وعلى قببها لتمييز المسجد عن الكنيسة في الدول التي يقام فيها المساجد والكنائس. وليس أجمل من هذا الرمز مما نراه على قمة ساعة مكة المكرمة الشاهقة.