أتاحت زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الفرصة للشركات العملاقة التي تتخذ من وادي السيليكون في كلفورنيا مقراً لها للاطلاع والاستفادة من مشروعات رؤية السعودية 2030 وتحقيق الاستفادة الكاملة للتحول الوطني المتوقع لمملكتنا الغالية، والمتوقع له أن يخلق فرصاً استثمارية تقدر بـ447 مليار ريال، وعبرت الشركات العملاقة سعادتها بهذا التحول الوطني ودعمها له بما يحقق طموحات الرؤية السعودية التي بُحثتْ خلال الزيارة لتعكس الخبرات الجاذبة لاقتصاد المملكة، وما توفره من فرص لخلق وظائف ورفع مستوى الخدمات وتقوية بنية المشروعات عامة.
حيث اتسمت الزيارة بالأبعاد السياسية والاقتصادية والمعرفية وهو ما يركز عليه خادم الحرمين الشريفين ليكون المجتمع السعودي مجتمعاً معرفياً يعمل على اكتساب المعرفة وتحويرها لإبداع وابتكار، حيث قال -حفظه الله- عن الرؤية المستقبلية لمملكتنا الغالية إنها «هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم على الأصعدة كافة وسأعمل معكم على تحقيق ذلك».
وبرز من هذه الكوادر الدكتورة ملاك بنت عابد الثقفي وهي طبيبة استشارية في مجال علم الأمراض العصبية الجينية الجزئية حيث أوضحت أنها تعمل ضمن مشروع عالمي مشترك مع كبرى شركات العالم المتخصصة في التحليل الجيني, وذلك في إطار مبادرات الجينيوم السعودي الذي تتبناه مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية عن طريق مشروع «بادر» ووزارة الصحة لدعم ريادة الأعمال وبينت الدكتورة في أحاديثها «أنها تسعى إلى نقل الخبرات العلمية في مجال التحليل الجيني إلى المملكة وتوطينها بما يتوافق مع أهداف الرؤية وبرنامج التحول الوطني، حيث أكدت أن نتائج المشروع سيشكل قفزة كبيرة في طرق العلاج وأساليبه».
وفي مشهد آخر برز الدكتور أحمد السيد الغازي الذي تم اختياره عام 2013 ضمن قائمة الطلاب العشرة المتميزين من بين 90 ألف طالب، وهو حاصل على أربع براءات اختراع ويعمل في مجالات تصميم الأجهزة الطبية المبتكرة، ويعد نموذجاً يحاكي الاقتصاد المزدهر وداعم لرؤية المملكة.
وفي نفس المجال التقى ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بكبار المسؤولين في شركات التكنولوجيا وريادة الأعمال في وادي السيليكون بولاية كاليفورنيا ووقع مذكرة تفاهم مع الرئيس التنفيذي لشركة سيسكو سستيمز، جون تشامبر والفريق الإداري للاستفادة من أحدث التقنيات لدعم رؤية 2030.
نجح أيضاً ثلاثة شباب في جذب استثمارات تقدر قيمتها بثلاثمائة ألف دولار لتطبيق الهواتف الذكية وقرر الفريق السعودي تأسيس شركة تطبيقات الهواتف الذكية في مدينة سان فرانسسكو، بعد فوز تطبيقهم الأول «فيل إت» في مسابقة جرت عام 2014، ونحج الفريق في جذب مستثمرين للشركة الناشئة التي تتخذ مقراً يوفر مساحات مشتركة لمبرمجين من مختلف أنحاء العالم، وأضاف الشبان أنهم يعملون تحت مظلة حاضنة لبناء مشروعات استثمرت في شركتهم من بين ألف شركة دخلت المنافسة في أكبر مجمع لأضخم الشركات الإلكترونية في العالم.
وكذلك ما تحدث عنه رئيس شركة مايكروسوفت العملاقة، إن الشراكة ستمتد إلى خدمات في قطاع المدارس والجامعات والمعاهد وهذا يهدف ويصب في تطوير مجالات التعليم ومنظومته الشاملة التي ستصب في تحقيق أهداف الرؤية.
ومن أهم الرخص الممنوحة لشركة داو كيميكال التي تتمتع بشبكة تسويقية عالية وستفتح من خلالها آفاق التعاون مع عملاقة النفط السعودي «أرامكو» خاصة بعد الخطط المعلنة لتوسيع نطاق عمل أرامكو في قطاعات الطاقة وتوزيع ومنتجاتها حول العالم.
كل هذه الآمال والرؤى المستقبلية التي تتطلع وتسعى لها الدولة والشعب السعودي، ولتحقيق ذلك لا بد من التكاتف البناء المثمر من الجميع لتحقيق تطلعات الدولة والنهوض بشبابها وبكل هذه الخبرات للوصول للهدف المرسوم من قبل القيادة العليا وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز, وولي عهده الأمين، وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أمير وادي السيليكون السعودي.
- د. عصام حمزة بخش