علي الصحن
تعاقد الهلال مع لاعب القادسية ماجد النجراني أمر جيد قياساً بعمر اللاعب وعطائه ومركزه، فوسط الفريق يحتاج للدعم بعدد من الأسماء من الداخل أو من الخارج، بعد المستوى المتواضع للاعبيه خلال الموسم السابق، وخذلانهم للفريق في عدد من المناسبات، وحضور النجراني بعد الخيبري يؤكد أن إدارة النادي ماضية في مساعيها لإعادة وسط الهلال القوي خلال الفترة المقبلة وتوجيه رسالة مباشرة للاعبيه الحاليين بأن عليهم العمل والعمل من أجل الاستمرار مع الفريق الذي لن يقف على أحد في النهاية.
إدارة الهلال مطالبة أيضاً بدعم حراسة المرمى وهجوم الفريق، فالحقيقة أن الأسماء الموجودة حالياً لن تذهب بالفريق بعيداً، وقد أثبتت ذلك طوال المواسم السابقة، الفريق يحتاج إلى مهاجم يصنع من ربع الفرصة هدفا، وليس لاعباً يسجل هدفاً من أربعين فرصة، وإلى حارس مميز يعيد الثقة للمرمى الأزرق.
الهلال من واقع ما قدمه خلال المواسم السابقة بحاجة لإعادة البناء من جديد، وإعادة ترتيب صفوفه من جديد، وصناعة فريق قوي يعيد هلال آسيا والدوري والبطولات التي غابت عن الفريق طويلاً.
ثمة أسماء تمثل الفريق وهي لا تملك أدنى موهبة ولا قدرة على التعامل مع الظروف، وأسماء تمثل الهلال وقد توقف عطاؤها منذ سنوات وأصبحت عالة على الفريق ولا بد من توجيه خطابات شكر، فكل شيء يمكن المجاملة فيه بالنادي إلا الفريق ومن يستحق المشاركة فيه، والغريب أن هناك من يبرر استمرار بعض اللاعبين بسبب أدوار لهم مع الفريق خارج الميدان، فاللاعب المؤثر والمهم يجب أن يكون كذلك داخل الملعب ويجب أن تتضح أدواره على المعشب الأخضر، فليس المطلوب من اللاعب أياً كان أن يلقي محاضرة على زملائه قبل وبعد المباراة، ثم يضمن الاستمرار مع الفريق، فهذه مسؤولية الجهاز الإداري واللاعب يجب أن يتفرغ للأمور الفنية أولاً وثانياً وعاشراً، ثم لغيرها من الأمور إن ملك القدرة الكافية لذلك.
الهلال مع مدرب جديد يجب أن يفتح صفحة جديدة، وأن يسلخ جلده القديم، وأن يعمل على تقديم فريق مختلف، البقاء فيه للأجدر والأفضل، والأكثر إخلاصاً وحرصاً على شعار الفريق وما يحقق طموحات أنصاره، دون أنا واستعراض وفردية ونظرة قاصرة والتفرغ لأمور لا علاقة لها بكرة القدم. ودون النظر للأسماء وما حققته... فالعبرة بما ستحققه أو تقدر على تحقيقه.
ثلاث من الصفقات الهلالية الأربع الأخيرة تشمل لاعبين ( هوساوي - الخيبيري - الرويلي ) تجاوزوا الثلاثين من العمر، ولن تزيد خدمتهم الفاعلة للفريق عن ثلاث سنوات قياساً بما يقدمه اللاعب السعودي في سن الثلاثة والثلاثين، والتوجه الهلالي لا يفسر إلا بكونه رغبة إدارية بحلول عاجلة لإصلاح أحوال الفريق ورتق بعض الثقوب فيه، فضلاً عن الصفقات الهلالية وعدم وجود أسماء هلالية شابة ينتظر ضمها من الفريق من الأولمبي للفريق الأول يؤكد أن العمل في الأولمبي ليس بالشكل المطلوب، وأن الواقع يتطلب دراسة الأسلوب المناسب لتقديم المواهب للفريق... فخلال سنوات عدة لم نشاهد نجماً شاباً قادماً من الفريق الأولمبي يصنع الفارق، ويكشف عن نجم حقيقي يمكن أن يعول عليه خلال سنوات.
يحقق الفريق الأولمبي البطولة ثم يتسرب لاعبوه إما بالإعارة أو التنسيق، وما من فائدة فنية حقيقية تعود على الفريق الأول... أين يكمن الخلل ؟
الأهلي.. خطوة في الطريق الصحيح
قبل أيَّام أعلن النادي الأهلي وفي خطوة جريئة ومحسوبة عن إلغاء ثلاث ألعاب من منظومة النادي وهي (كرة الماء وألعاب القوى والكاراتيه) يأتي ذلك والأهلي ناد لا يعاني من أزمات مالية تقاس بغيره، وليس محاصراً بالديون مثل غيره، بل هو في رغد من العيش، فضلاً عن أن ألعابه منافسة وذات حضور جيد في معظم المسابقات، غير أن صناع القرار الأهلاوي فيما يبدو أن هذه الألعاب لا تحقق المردود الذي يسعون إليه مقابل ما يصرف عليها من أموال، وأن من الأفضل أن يَتمَّ تخصيص الإيرادات المالية لما هو أهم والتركيز على عدد محدود من الألعاب.
وما فعله الأهلي ليس بدعة في الأندية، بل سبقته أندية لذلك وستلحقه أخرى في قادم الأيام، فالأندية تعاني من أزمات مادية متلاحقة في ظل ضعف استثماراتها، وأخطاء تعاقداتها، وضعف الإدارة المالية فيها، وما فعله الأهلي سبق أن دار الحديث عنه في مارس الماضي خلال مرحلة تصنيف الأندية ودراسة العدد المناسب منها والأندية المتخصصة في بعض الألعاب، ومقترح الأندية التجارية في المملكة وتحديد المعايير الخاصة بها، وقد كتبت يومها أن: (معظم الأندية تراوح مكانها في معظم الألعاب الجماعية والفردية، وبقي الهدف غير المعلن لبعض أندية الظل وهو استمرارية الوجود دون منافسة حقيقية أو رغبة حقيقية في المنافسة... ) و( تفعيل الأندية التجارية وأندية الشركات والمراكز الرياضية المتخصصة يجب أن يكون واقعاً خلال المدى القصير، والنادي الذي يسجل أكثر من 10 ألعاب يجب أن يكون من الماضي... الخ ).
ما فعله الأهلي خطوة في القرار الصحيح، والمفترض أن تراجع جميع الأندية ألعابها وما حققته خلال المرحلة السابقة، وهل هناك جدوى من استمرارها، أو ان من الأفضل إلغاؤها أو تجميدها وتركيز الجهود والمصروفات على عدد من الألعاب وهو ما قد يسم في تحقيق حضور فاعل ومنافس لها في المستقبل.