لا تندهش عندما يغيب الحوار الاجتماعي وقبله الضحك الجماعي في كثير من الأسر، فكل واحد ينطوي مع جهازه الأصم!!! وينزعج إذا أصبح النت ضعيفا بل ويتعصب!!! ومما سيزيد الطين بلة لو طبقت وزارتنا نظام التعليم الإلكتروني الذي سيلغي دور المعلم الممثل للقدوة العملية، فكم من مرة أجبرنا على الحوار مع أناس لأنهم عرفوا رؤيتنا لرسائلهم فقط!!! وكم من مرة أرسلنا وجوها مبتسمة بل ومضحكة لآخرين وقلوبنا تمتلئ غيظا عليهم!! وكم من مرة أرسلنا ورودا حمراء يحجب الشوق رؤيتها عفوا الشوك!
فتساءلت أليس ذلك نفاقا؟ أليس ذلك عبثا بمشاعر الآخرين؟ رحم الله سلفنا الذين قطعوا المسافات على دوابهم.. أشهرا لأجل مسألة فقهية أو التثبت من صحة حديث!!!
ونحن جميع الكتب والمسائل تقريبا بضغطة زر تحت أيدينا بل وبعض المخطوطات..
وعلى الرغم من ذلك هم الأكثر عبادة وعلما منا فما السبب؟
الجواب باختصار غالب الناس لا يضغطون الزر في الاتجاه الصحيح!!!
فسخروا هذه التقنية في ضياع أوقاتهم بلا جدوى!!! فإما نكت أو ترويج إشاعات أو نقل خبر بلا تثبت أو غيبة أو نميمة أو اتباعا لعورات الناس وسقطاتهم لنشرها أو التهكم عليهم!!! وكله تحت مسمى التواصل الاجتماعي، عفوا الانفصام الجماعي!
وليت الأمر وقف على ما سبق بل تعدى إلى مبارزة الله تعالى بانتهاك حرماته!!! لذا حرمنا التوفيق للصواب في استخدامها!!!
أسوأ شيء في انقطاع النت هو عزلتنا عن أخبار أمتنا المكلومة في كل مكان بالعالم..!!!
وأحسن ما في انقطاعه هو أننا منذ زمن كأسرة لم نجتمع معاً في مكان واحد بل وعلى أريكة واحدة نتسامر فنضحك معاً من أعماقنا بلا وجوه صماء مبتسمة وقلوبها تعتصر حقدا علينا..
فأما الأطفال مع النت فأمرهم جد خطير فقد أصابهم بكثير من الأمراض الجسدية من ضعف للبصروكسل في نمو خلايا العقل... و... و....
فإذا نظرت إلى حالهم صباحا في المدارس تراهم كسالى يرغبون النوم ولا تركيز!
ناهيك عن العزلة الاجتماعية فأطفالنا أسارى لأجهزة تبث غالبا عادات وتقاليد سيئة؛ فترى ابن العشر سنوات يعيش مراهقة كاذبة فيقوم بحركات المراهقين تقليدا بلا شهوة حبا للاستطلاع المدمر!!! والسبب رؤية أيقونة باليوتيوب فتطفل عليها تماما كالذباب عندما يقف على القاذورات فيحمل أشياء لا يعرف أثرها عليه وعلى من حوله إلا مستقبلا!!! فيؤسفني أن أقول أطفالنا نطف من الهواتف وبذور للأيباد ونشء لليوتيوب!!! فثقافتهم الفيس والواتس و.... و..... و..... فهؤلاء هم أبناء الأجهزة!
أما عن المراهقين فحدث ولا حرج عن كسلهم وعزوفهم عن التعلم أيضا مع فسادهم الأخلاقي فقد ماتت قلوبهم بالموسيقى فنبت فيها النفاق!!!
فإذا مات قلبك يا ولدي
فاعلم أنك لم تصن نعمتي السمع والبصر
جيلنا للأسف يحفظ جداول مواعيد المباريات ويجهل مواعيد الصلوات!!!
فإن قلت له قم صل يقول: توه مأذن...!!! فإذا قاموا صلوا كالطيور الجائعة في تناولها للحب!!!
بينما إذا جلسوا على الأجهزة تراهم كأن على رؤوسهم الطير!! بل تراهم يحفظون أسماء الفرق الأوروبية بأسماء الاحتياطي...!!! ولا يعرفون أسماء العشرة المبشرين بالجنة... إلا من رحم الله...
أليس الجيل الذي نراه في العشرينيات هو أول قطفة للنت... انظروا لملابسهم التي فوق الركبة بالأسواق وشعورهم المربوطة النازلة على أكتافهم.. بل انظروا لعقول الغلاة منهم، كفروا آباءهم قبل حكامهم وعلماءهم! بل وسفكوا الدماء المعصومة تحت مسميات وهمية..!!!
فأما عن فتياتنا فلسن أفضل حالا من الأولاد فكم تعلقن بالمشهورات من كل طي ولون وأخذنهن للأسف قدوة لهن في غالب الأمور!!! والدليل حالات الطلاق التي تزداد عاما بعد عام لأتفه الأسباب على الرغم من التوعية بجمعيات المقبلين على الزواج والنصائح والدورات و... و..!! فقد عجزت كل الطرق للحد منه والنتيجة تفكك المجتمع!!! ثم هذا الجيل الباكي بحرقة على انهزام فريقه هو نفسه الذي لا يعرف شيئا عن أخبار أمته التي تنزف دما كل ثانية فمتى سيكون للنت دواما رسميا يغلق ويفتح فيه لنمزج بين تقنية لم نحسن استخدامها وأصالة ماضينا العريق؟!!
وسؤالي هل حقق النت الهدف من وجوده؟ الجواب نعم وألف نعم فقد هدف الغرب بتوصيله لنا هدم أعز ما نملك من ثروة!!! وهم أجيال المستقبل، فصقفة قوية للغرب لأنهم يحققون أهدافهم فينا بخطط محكمة على المدى البعيد كأننا فئران لتجاربهم!!! وصفعة أقوى على وجوه الآباء والأمهات حتى يفيقوا ويرشدوا استخدام النت قبل فوات الأوان فيخرجون فلذات أكبادهم من أقفاص التجارب المغلقة عليهم!!!
ولا يقولون الولد توه صغير.