خالد بن حمد المالك
في اليوم الأخير من زيارة سمو ولي ولي العهد لفرنسا كان كسابقه، عملاً لا يهدأ، واجتماعات متواصلة، وسباقاً مع الزمن لإنهاء ما تبقى لسموه من موضوعات يريد أن يتفاهم عليها مع بعض القطاعات المهمة، وكبار المسؤولين في الدولة والقطاع الخاص، وفي ذهنه أن مواطني المملكة يستحقون بذل مثل هذا الجهد، واستمرار مثل هذه المباحثات، بما كان مثار تقدير حتى من مضيفيه في فرنسا.
* *
وإذ يعود الأمير الشاب الذي لم يفقد حيويته وحماسه لتحقيق ما يعزز نجاح رؤية المملكة2030 وإنجاز ما يغير في صورة المملكة، إنما يعود وهو أكثر تفاؤلاً مما كان عليه قبل رحلته إلى أمريكا ثم فرنسا، فقد وجد أن الأمريكيين والفرنسيين سبقوا مجيئه في قراءة الرؤية، ودراستها، وتحليلها، والتعرف على مضامينها، وما هو مطلوب منهم للشراكة في برامج التحول الوطني، بما يؤكد على أن المملكة مقبلة على تطور نوعي غير مسبوق في المستقبل القريب.
* *
فقد زار منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) واجتمع مع المديرة العامة للمنظمة أرينا بوكوفا وكبار المسؤولين في المنظمة، وهذه المنظمة للمملكة حضور جيد فيها، حيث برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم وتفعيل اللغة العربية، وبرنامج الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتعزيز ثقافة الحوار والسلام، وهناك برنامج الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تراث الجزيرة العربية، وكراسي اليونسكو/ السعودية، بالإضافة إلى لائحة التراث الشفوي السعودي.
* *
وضمن زيارته لباريس كان له لقاء برئيس الجمعية الوطنية الفرنسية كلود برتلون، وبرئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية اليزابيث قيقو، كما التقى برئيس مجموعة الصداقة السعودية الفرنسية بالبرلمان الفرنسي أوليفيه داسو، ورئيس لجنة الصداقة الخليجية الفرنسية بالبرلمان نتالي قولي، وفي جميع هذه اللقاءات تصدرت العلاقات السعودية - الفرنسية مباحثات سمو الأمير، والسعي من الجانبين لتطويرها بما يحقق مصلحة باريس والرياض.
* *
ولا يمكن للمراقب وهو يتابع هذا النشاط للأمير في زيارته لفرنسا، إلا أن يكون على يقين بأن هناك عملاً كبيراً، وتخطيطاً مدروساً، وأهدافاً محددة، للانتقال بالمملكة إلى مصاف الدول الكبرى المتقدمة، باستثمار إمكاناتها، والعمل على التخلص مما يعيق تقدمها، وفتح المجال بأكثر مما كان للتعاون مع الدول الأخرى، وبفرص مشجعة تتيحها الرؤية، ومن ثم برامج التحول الوطني، بما يمكن القياس على هذه الزيارة الأميرية، بأنها لتمرير توجهها الجديد إلى العالم، لكسب الشراكة مع الشركات العملاقة في تنفيذ الكثير من المشروعات المهمة.
* *
ومن المؤكد أن عشرين يوماً قضاها ولي ولي العهد بين أمريكا وفرنسا، لم تذهب سدى، ولم تكن من غير نتائج، وما تحقق فيها لم يكن أقل مما كان في ذهن الأمير، فقد لامست النتائج طموحاته وإصراره على بلوغ الأهداف التي سعى لتحقيقها، وعلينا أن نعيد قراءة ما تم يوماً بعد يوم، لنجد أنفسنا وبلادنا على موعد مع ما هو أفضل، في كل مجال كان مثار بحث الأمير، وفي كل تفاهم أو اتفاق تم التوافق عليه، فالمستقبل لصالحنا، ولصالح الأجيال من بعدنا.