ماجدة السويِّح
قتل الوالدين يكاد يكون حدثا يوميا ومألوفا في الولايات الأمريكية المتحدة. بين عامي 1977 و1986 قتل أكثر من 300 من الآباء والأمهات بسبب أولادهم الأطفال أو المراهقين.
مكتب التحقيقات الفدرالية أجرى دراسة لمعرفة لماذا يقتل الأبناء والديهم. كشف البحث عن ثلاثة أنواع من الشخصيات قد تتورط في قتل الوالدين كالطفل المعنف، والطفل الذي يعاني من اختلال عقلي، والطفل المنعزل الذي ينعم بحب ورعاية والديه.
كما كشف البحث أن غالبية المتورطين بالقتل تعرضوا للعنف من قبل والديهم. هذه النتائج كانت حصيلة مقابلات معمقة مع 75 مراهقا متهما بالقتل أو الشروع في قتل والديهم.
هذه الدراسة ساهمت في معرفة السبب الحقيقي، وبالتالي الوقاية من تزايد أعداد المجرمين من خلال الحماية وتحسين أوضاع المراهقين المعنفين والمرضى.
بعد أكثر من 20 عاما في مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف ما زلنا نعاني من نقص الدراسات العلمية لشرح وتحليل الأحداث المأساوية التي يتعرض لها المجتمع السعودي من قبل بعض المراهقين أو البالغين المنضمين للفكر التكفيري والجماعات الإرهابية، خصوصا ظاهرة قتل الأقارب أو الوالدين.
عملية التجنيد للمراهق هي أكثر قضية تشغل بال الكثير من الأسر والمربين في الوقت الحاضر.
المجتمع متعطش للمعلومة العلمية الموثقة في شرح وتفسير آليات التجنيد التي تمارسها الجماعات الإرهابية على أبنائنا، وكشف آليات السيطرة التي تمارسها الجماعات الإرهابية على عقولهم. حاجتنا للشفافية والدراسات العلمية لشرح وتقييم الوضع الراهن ضرورة ملحة للشعور بالأمان.
الشفافية تستلزم تكوين فريق من الباحثين في علوم الدين، والنفس، والاجتماع، والإعلام لدراسة الحالات المتورطة بالإرهاب.
عاطفة الأمومة والأبوة قد تحجم عن التبليغ عن ابنهما المشتبه به في ظل نقص المعلومة عن مآل ابنهم بعد التبليغ. أسئلة كثيرة أكاد أجزم أنها تدور في عقل كل أب وأم قبل التبليغ عن ابنهم المشتبه به.
لذا أرى أن خدمة الخط الساخن للوالدين والأقارب في الاستفسار عن الحالة وطرق التعامل معها طريقة مجدية للحصول على المعلومة من مصادرها الموثقة، وتلقي النصح والإرشاد من قبل خبراء ومختصين.
كما أرى أن تأسيس هيئة للخبراء لمكافحة الإرهاب بعضوية عدد من الوزارات كالتعليم والصحة...، مطلب ضروري للوقاية والعلاج، حتى لا تكون الأسرة السعودية الخاسر الأكبر في مواجهة الإرهاب.