د. أحمد الفراج
بعد حادثة حي الحمراء المؤلمة، غردت على حسابي في تويتر، وكتبت نصا: «لا شئ يجلب السخرية والغثيان مثل شجب قعدة الخوارج من الوعاظ وقنوات التطرف للحوادث الإرهابية»، فهم مثل من يقتل القتيل، ثم يمشي في جنازته، و»قعدة الخوارج» هم المحرضون، الذين يبذلون كل ما في وسعهم لتجنيد الشباب للذهاب لمواطن الفتن، ثم ما أن يحتقن هؤلاء الشباب، ويصبوا جام غضبهم على بلدنا وأهله، حتى يخرج علينا هؤلاء القعدة بدموع التماسيح، هكذا وبكل برودة واستغفال، والقعدة معروفون، وخطبهم التحريضية موجودة على اليوتوب، ولا يمكن بحال أن نقضي على الإرهاب ما لم يتم القضاء على جذوره، وجذوره هم هؤلاء القعدة، الذين تمتلئ حساباتهم البنكية بالأصفر الرنان، ويعيشون حياة مشاهير الأغنياء المترفة، ويدرس أبناؤهم في أعرق الجامعات الغربية، وهؤلاء ليسوا من عامة الناس، فبعضهم أكاديميون، بل إن منهم أعضاء هيئة تدريس في أعرق جامعاتنا، وقد حصلوا على شهاداتهم من جامعات الغرب، على حساب هذا الوطن !.
لا يكتفي الحركيون من قعدة الخوارج بالتحريض، بل إنهم يحاولون إسكات كل صوت وطني، وذلك باتهام الوطنيين، من مثقفين وإعلاميين وكتاب وغيرهم، بأنهم ليبراليون وتغريبون، وهي تهمة كفيلة بتدمير سمعة كل وطني، خصوصا بعدما اختطف الحركيون كل المناشط، وحرروا مصطلحات الليبرالية والعلمانية كما يريدون، أي أداة لتشويه سمعة كل من يعارضهم، لا كما هي فعليا، ونحن لا نتعامل مع أشباح، فلا تزال فيديوهات وكتابات وتغريدات هؤلاء القعدة موجودة، أو لم يغرد أستاذ جامعي، يعمل في تدريس قضاة المستقبل، ويتمنى أن يكون معه سيف، ليقتل به كاتبين سعوديين، حددهما بالاسم، وفي ذات التغريدة، أشاد بموقف الخليفة المهدي، والمؤكد هو أن قوات الأمن الباسلة تعمل بكل كفاءة، لمكافحة وباء الإرهاب، والذي لم نعرفه إلا بعد أن تم اختطاف مجتمعنا، منذ أكثر من أربعة عقود، عن طريق ما سمي بالصحوة، ولكن جهود قوات الأمن تحتاج لجناح آخر، جناح فكري، يعمل على اجتثاث جذور الإرهاب (قعدة الخوارج ومنتجاتهم).
يحدثك أحدهم، ويقول لماذا تتهم فلانا بالتحريض، فهو مجرد ناصح، وما يخفى على هذا الأخ الكريم هو أنه لا يفترض أن تقول لأحدهم اذهب إلى سوريا، أو اذهب واقتل، لتصبح محرضا، إذ يكفي أن تفعل ذلك بطريقة غير مباشرة، مثل أن تلقي خطبة عصماء، تبكي فيها على: «أخواننا الذين يقتلون في الشام»، أو أن توقع على بيان، يتحدث عن وجوب نصرة أخواننا في العراق وسوريا، وصحيح أن المحرض سيطير بعد ذلك إلى أحد الدول الأوروبية، ليزور ابنه الذي يدرس هناك، ولكن الشاب السعودي الذي سمع الخطبة، أو قرأ البيان، سيتفاعل ويشعر بالتقصير، ويصبح جاهزا للتجنيد، في محاضن الحركيين المعروفة، ودعونا نتحدث بمنتهى الشفافية، فالحزبيون يسيطرون على مفاصل بعض المؤسسات التي لها علاقة بالجمهور، ويبذلون كل جهودهم لتكريس الولاء لجماعات متأسلمة في الخارج، ويحاربون كل حراك وطني وتنموي، وأظنه حان الوقت لتنظيف كل مؤسساتنا، خصوصا التعليمية والدينية، من أنصار الإسلام السياسي، ليعود وطننا كما كان، قبل أن تتخطفه الأحزاب، ويسيطر على مؤسساته الحركيون، فاللهم إني بلغت، فاللهم اشهد.