سعد بن عبدالقادر القويعي
يختلط عند التنظيمات الإرهابية السياسي بالعقائدي، والتوسعي بالاستعماري؛ ليتم تبني هذا الفهم المغلوط، والمشوه للجهاد، وذلك من خلال القوة، واستخدام كل وسائل القتل، والتصفيات بما يدعم الموقف السلطوي الديكتاتوري، بل ويؤكد على أن قتل الأقارب، والمقربين صنيعة داعشية بامتياز، وهو ما أكد عليه رئيس حملة السكينة - الشيخ - عبدالمنعم المشوح، بأن: «تنظيم داعش لم يأت بجديد في حادثة قتل الشابين لوالدتهما، وطعن أبيهما، وأخيهما الصغير، حيث وظف المخزون الفكري، والمعرفي لديه فى غرس العنف، والتطرف، والإرهاب في نفوس الشباب المنتمين إليه».
تصور سلوكيات تنظيم داعش، وتشكيل التصور العلمي عنه، ينطلق من عدم التفريق في التكفير بين الطائفة، والأعيان، وتقديم قتال المرتد على قتال الكافر الأصلي، وأن من يخالفهما في هاتين النقطتين، فهو مبتدع مرجئ مخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة، - وبالتالي - ليس غريبا أن يتبنى التنظيم الإرهابي تطبيق عقيدة الولاء، والبراء، والتي اتسمت بالجهل، والغلو، والداعية إلى قتل الأقارب قبل ما أسموه بالنفير للقتال، - خصوصا - الأقارب العاملين في السلك العسكري. كل ذلك؛ من أجل خلط السياقات الشرعية، والأحداث الكونية، والتشويش على صغار السن؛ لإحداث العزلة الشعورية مع مجتمعاتهم، ومن ثم تمرير أفكار التنظيم إلى عقول هؤلاء الأتباع بسهولة.
ولأن الدول الغربية أتاحت الفرصة لتوسع التنظيمات الإرهابية لأهداف عديدة، فإنه يجب أن نفرق بين صناعة الحدث، وتوظيفه في تحقيق مصالحها، كإيجاد ذريعة للتدخل في شؤون المنطقة، وتقسيم للبلاد العربية، ورعاية للتطرف، وتجريف للخارطة السياسية، وتمزيق للنسيج الاجتماعي؛ لأنه سيصبح توقع توسع مساحة، ورقعة التطرف الديني أمراً منطقياً، باعتبار أن داعش يشكل تهديداً أيديولوجياً طويل المدى؛ حتى لو تم كبح جماحه عسكرياً.
لا خلاف حول أن معالجة المشكلة جزء من تصورها، وفهمها، - وبالتالي - فكل من لا ينتهج رؤية مقاصد الشرع، ولا ظروف الزمان، وأحوال المكان، ولا يسمح لنفسه بالحوار مع الآخر؛ فسيؤدي بالنهاية إلى صراعات مدمرة داخل المجتمع، وخارجه؛ لأن الاستقراء الكامل للنصوص الشرعية في العقائد، والعبادات، والأخلاق، والمعاملات، والعقود المالية، والسياسة الشرعية، والعقوبات، وغيرها، جاءت معللة؛ لتحقيق المصالح، ودفع المفاسد.