«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
تركي الناصر السديري اسم كبير في عالم الصحافة الرياضية والإعلام الرياضي السعودي، كان له صولات وجولات في الصحافة كمسؤول وفيما بعد ككاتب رياضي، كما كان له حضور عبر البرامج الرياضية وإن كان قليلا، وله في ذلك وجهة نظر.
«الجزيرة» حاورت الإعلامي الكبير تركي الناصر السديري وتحدث عن بطلي هذا الموسم الأهلي والهلال، وتعمق في الهلال كثيراً، كما تحدث عن بطل الدوري في نسختيه الماضيتين «النصر» وهبوطه المفاجئ، وتحدث عن اتحاد القدم، ووجه رسالة لرئيس الهيئة العامة للرياضة،كما تحدث عن البرامج الفضائية وكانت إجاباته واضحة وصريحة كالعادة.
* كيف رأيت مستوى الهلال هذا الموسم!؟
- مستوى جيد.. أرهق في النهاية، فاكتفى ببطولتين، وفَرَّط في الدوري، وخرج من الكأس وآسيا..خذله لاعبون وفي مقدمتهم حارس مرماه..ولا تنسى أن «التحالف « تكالب عليه واستطاع أن يحقق مراده للمرة الخامسة بكل همة ونشاط وتعاضد!
* لماذا خسر الهلال بطولة الدوري ومن ثم خرج من كأس الملك؟
- خسر الهلال الدوري.. بجهود «التحالف» الذي تكالب عليه! كان بالإمكان إحباط ذلك لولا أخطاء حارس مرمى لا يقع فيها حارس مبتدئ!، تسببت أيضا في حرمانه من اللعب في النهائي.. ربما!
* من يتحمل سوء مستوى الهلال بنظرك؟
- لم يكن المستوى سيئا.. مقارنة بدوري هذا العام، لكنه ليس بمستوى الهلال المعتاد مع كوزمين وسامي مثلاً.. يتحمل مسؤولية ذلك: لاعبون هبط مستواهم عن المواسم السابقة، وحراسة مرمى «راحت فيها»..وقت الحسم! ومدرب لم يكن شجاعاً وحاسماً، ودقيقاً أحياناً في قراءة المنافس، ولا تنسى جهود «التحالف»الهمام!
* هل أجانب الهلال بقيمة فريق مثل الهلال!؟
- خذلوه.. في الأمتار الأخيرة!
* رأيك في مدرب الهلال السابق اليوناني دونيس؟
- حقق بطولتين.. وفقد دوري، وخرج من كأس بأخطاء حراسة مرمى ليست في الحسبان! أؤيد استقرار الجهاز التدريبي للأندية الأبطال، فلذلك إيجابيات تعود على الفريق مستوى وانضباطا ونتائج.
أتمنى أن يوفق الهلال بمدرب يليق بقيمة وتاريخ وطموح بطل قارة ورقم أول ثابت ومركزي في المنافسة السعودية، وأن يكون طويل البقاء ليتمكن من صناعة فرقة كروية أكثر قدرة «تَجُبُّ» ما قبلها..وتصنع مجدا هلاليا جديدا أكثر حصادا وإبهارا ومتعة.
* تقييمك للعمل الإداري في الهلال!؟
- لست قريباً وراصداً ومطلعاً على العمل الإداري في الهلال حتى أعطي رأياً ولا أحبذ استسهال ممارسة الرأي الانطباعي الفراسي المزاجي.. علينا أن نفطن لذلك، لأنه ليس بالفعل العادل والموضوعي والنقدي المعين على التقييم الصحيح أو الإصلاح الناجع.
* الهلال نافس الفتح والنصر مرتين والأهلي على بطولة الدوري وفي كل سنة يكتفي بالمنافسة ولا يحقق اللقب، هل هذا طبيعي!؟
- لا..ليس طبيعياً! فـ«التحالف».. بذل كل طاقته في تحقيق ذلك! صحيح، أنه نجح في مراده الوقتي، لكنه من حيث لا يدري حفز الهلال على مزيد من العمل في سبيل تكوين فرقة كروية..قادمة سيعجز»التحالف»..إياه من إعثارها ، تباشير هذا العمل..«لوح» به صغار الهلال الذين تفوقوا على أقرانهم في بطولة دبي للناشئين : ريال مدريد، وبروسيا دورتموند.. الهلال الجديد قادم بقوة، ولن تنفع معه نواميس «التحالف» الذي لا يليق بغاية المنافسة الرياضية ونقاء ممارستها.. يُشكر هذا الفريق متعدد الفنائل.. في تسريع مجيء هلال سيحتارون في كيفية حجب البطولات عنه، وبطريقة سيضحك تاريخ المنافسة الرياضية عليها وعلى من ابتكرها ودعمها أشغل جهوده في صناعتها!.
* ما رأيك في اجتماع أعضاء شرف الهلال وما نتج عنه من قرارات؟
- آن الأوان..لتجاوز هذه الممارسة، فلم تعد تليق بناد بحجم الهلال تاريخ وإنجازات وشعبية طاغية فقد تغير الزمان وتبدلت الأحوال، ولا مكان إلا للعمل المؤسسي ولا غيره.. مشاركة الجميع في تقرير الأمور في النادي الرياضي وليس اقتصاره على نخبة أو مجموعة..بات فعل ذلك مخجلا ولا يليق بأندية رياضية تقبع في حقبة العولمة والمأسسة والمشاركة..فما بالك بناد بشعبية الهلال ثراء رجالات منتمين له في كل العلوم والمعارف وتكوينات المجتمع الاجتماعية والاقتصادية والفئوية.. لن ينسى أكبر مدرج رياضي في المملكة خيبة أمل وعشم كثير من أعضاء الشرف..في تحقيق ما يليق بطموح جماهير نادي القرن الكبير.
* هل يُقبل أن يكون فريق مثل الهلال مديوناً ويصل الأمر للاقتراض من أحد البنوك المحلية؟
- لا اطلاع لي على أمره المالي، فلا يوجد تعليق، ولكنه على أية حال لا يليق بناد بحجم وقيمة أكبر أندية الوطن.
* هل استحق الأهلي لقب الدوري؟
- استحق الأهلي بطولة الدوري والكأس.. بدون «برابيس» وممارسات»نص كم».. سرقت منه بطولة دوري الموسم المنفرط! ولذلك الجميع فرح بما حقق، وفرحوا أكثر بِعودة قلعة الكؤوس إلى وهجه، وفي ذلك إثراء للمنافسة الشريفة النقية المحلية والقارية.
* هل ما فعله رئيس اتحاد القدم بلبس شعار الأهلي في يوم تتويجه بلقب الدوري طبيعي؟
- لا أرى في ذلك شيئاً..، وأحمد عيد رمز أهلاوي عريق لاعباً ورئيساً، وهو رجل عاقل ومحترم وإن لم يوفق للنجاح في إدارة اتحاد الكرة لأنه أحيط (نتيجة لطريقة اختيار اتحاد الكرة البليدة والمتخلفة) بل تورط بأعضاء مشجعين ويفتقدون للشروط المهنية والموضوعية لعضو اتحاد لكرة وطن وليس لناد.
* على ذكر اتحاد القدم، ما رأيك فيما قدمه في هذا الموسم والمواسم الماضية؟
- فشل الاتحاد نتيجة لنظام تقليدي متخلف تسبب في اختيار أعضاء اتحاد اللعبة، متنافرين، متخالفين، ومختلفين، ومشجعين يغلبون مصلحة أنديتهم على مصلحة كرة وطن.. أخشى أن تكون هذه»الشغلة» مقصودة لإفشال أية شخصيات رياضية غير نخبوية وشللية تدعيماً لمرشح «ما..وما أدراك ما..ما»..! لذا.. لا مفر من الانتخاب بطريقة «القائمة».
* ماذا ينقص الحكم السعودي حتى ينجح؟
- لا بد أن يخرج تحكيم الكرة من جلباب «اللجنة» الدهامية إلى فضاء «منظومة» مؤسسية، منتمية إلى «العلمية»ذات معيار»علمي مهني» تنقذ التحكيم من معيارية التشجيع وشللية تختطفه.
* هل الدوري السعودي قوي؟
- دوري..مثير!
* برأيك لماذا اختفى النصر بطل الدوري في النسختين الماضيتين لدرجة أنه احتل المركز الثامن؟
- فضيحة..كشفها رحيل «الدفع الرباعي»!.
* من يتحمل الديون التي أثقلت كاهل الأندية؟
- فشل النادي الرياضي في استيعاب متغيرات حقبة الرياضة العولمية، ومستجدات مجتمع التنمية الحداثية. فلا زال النادي الرياضي بعيداً عن «العلمية» في العمل فكراً ومعيارا وكوادر..، إذا استمرت الارتجالية والفراسة هي الحاكمة بأمرها لا تنتظر تطوراً وتغييراً، إنما مزيدا من الانتكاسات!
* ما رأيك في مواقع التواصل الاجتماعي؟
- مواقع التواصل..فضاء خصب للمعرفة والمشاركة.. وواقع حتمي نعيش في خضم نواميسه، طبعاً تبغضه قبائل الوصاية وملاك الرأسمالية المتوحشة.
* وماذا عن البرامج الفضائية؟
- البرامج الفضائية..دكاكين حصرية للأمية الرياضية، هندسها مشجعون متخمون ومتعصبون، ويرضع من ثديها مهرجون هبطوا وتسللوا وتواجدوا في بلاطها ليمارسوا تلويث نقاء الرياضة.. هذا المحفل الأمي يغذي بكل همة تأسيس «قبائلية الرياضة»الهدامة، وتأجيج مدرجات الرياضة، وتسطيح تناول شئون وهموم الرياضة، وتغييب قضاياها الحيوية المجتمعية والتنموية والثقافية.. أخشى أن تفعل هذه «الأمية الإعلاماوية الرياضوية» إلى ارتكاب «كارثة» بحق الرياضة والمجتمع..إذا لم تنتصر «ثقافة إعلام الرياضة السامية» وتتولى مسئولية إعلام رياضة وطن..مختطف.
* ماذا تود أن تقول لرئيس الهيئة العامة للرياضة؟
- أمرين الأول والأهم: أن يؤسس لمنظومة منحازة للعلم، معيارًا وكوادر وأهدافا، وأن يلجأ إلى فتح النوافذ والأبواب للجميع : تأسيس حوار وطني رياضي، والاستجابة للمتطلبات المجتمعية الرياضية ومواكبة متغيرات هذا المجتمع وأن له»حقوقا رياضية» لكل أفراده الكبار والأطفال والنساء.
الثاني: يتعلق بـ«الخصخصة».. التي لا يجب أن تكون وسيلة لـ»تشبيك» الرياضة لنخب وتجار الرياضة! لا بد أن تكون الخصخصة إطارا فاعلا لتطوير الرياضة وضمانا لها، تحقق حق كل الأفراد والمؤسسات والشركات والهيئات لتأسيس الأندية الرياضية، وألا يستولي أحد على الأندية الحالية ويمتلكها، إنما تعود ملكيتها -فقط- لجمعية النادي العمومية التي تكون من جميع اللاعبين والإداريين والشرفيين الذين شاركوا وعملوا في النادي منذ تأسيسه، وألا تكون أندية ربحية ولا تباع ولا تشترى لكون هذه الأندية ملكا لتاريخها وإنجازاتها وجماهيرها من الظلم أن يستولي عليها صاحب دراهم بدراهمه.
هذه الأندية من له حق بيعها وهو أساساً..لا يملكها! صحيح أن الدولة تملك الأصول.. لكن الاسم والتاريخ والإنجاز والجماهير ليس ملكا لها، أرجو تأمل هذه الحقيقة بكل عدل وموضوعية.
وجهة نظر، أرجو أن تكون صائبة.. أطرحها أتمنى تدبرها وتأملها..حتى لا نهدم أنديتنا.. من حيث ندرى ولا ندري.