جاسر عبدالعزيز الجاسر
الجراء تتبع آباءها الكلاب، هذا طبع لا يمكن تغييره وهو لا يقتصر على الحيوانات المتوحشة، بل نراه بوضوح لدى الجماعات والأحزاب التي تتبع الأنظمة، وهو يشاهد بوضوح لدى من يتبع ملالي إيران، فعملاؤهم من الأحزاب الطائفية والمليشيات والجماعات الإرهابية في العراق ولبنان وسوريا واليمن يسيرون خلف النظام الإيراني وينهجون نفس أساليبه وتعامله، ليس في معارك الفتن الطائفية، بل وحتى في خبث التفاوض وطرق التعامل في جلسات المباحثات والوعود غير الصادقة ومحاولات إطالة أوقات التفاوض.
أسلوب اعتاده كل من تورط في التفاوض مع النظام الإيراني، حتى من يصنفهم من الأصدقاء أو يعتبرهم من الحلفاء اسألوا الروس عن ذلك، وقبلهم العراقيين، فحتى تجار مدينة النجف يشكون من عقم التفاوض مع الإيرانيين عندما يتفاوض لتأجير مكان إقامة زوارهم للمقاصد الشيعية في المدينة.
هذا الأسلوب طبقه نظام ملالي إيران مع الدول الغربية وروسيا والصين في مفاوضات الملف النووي، وفي نهاية المفاوضات حصل ممثلو ملالي إيران على كل ما أرادوه من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، وطبعاً من الصين وروسيا.
الآن، الجِرَاء من الحوثيين يتبعون بدقة آباءهم من كلاب ملالي إيران فيما يفعلونه من تكتيك وتطويل وتضييع للوقت في المفاوضات الجارية في الكويت.
هذه المفاوضات التي لم تكن بدايتها في دولة الكويت التي تطوعت خيراً وأرادت أن تضيف فصلاً جديداً لليمنيين الذين لا يمكن أن ينسوا أن من بنى وأنشأ لهم جامعة صنعاء هم الكويتيون، والذين أرادوا وبإخلاص أن ينقذوا اليمن وأهله من المحرقة والإبادة التي قادتهم إليها إيران، وحاولت أن تصلح ما بين الفرقاء بين الجراء الذين ينهشون أجساد مواطني البلد، ومحاولة دولة الكويت تعد استكمالاً لما فعلته دول مجلس التعاون ووسطاء الأمم المتحدة، وولد الشيخ الوسيط الأممي هو الثاني في سلسلة وسطاء الأمم المتحدة يحاول الخروج من شراك هؤلاء الجراء الذين يتبعون آباءهم كلاب ملالي إيران.
ومع هذا، وكلما لاح له ضوء نهاية النفق أطفئ النور وبدأ يتلمس طريقه من جديد. أسلوب تقليدي يتبعه ملالي إيران وعملاؤهم، لا ينفكون يمارسون التطويل والعودة للبدايات حتى يفرضوا ما يريدونه على من يتفاوضون معه.
على الأرض، يمارسون الفسق والقتل، ويخرقون التعهدات، والخاسر هو المواطن اليمني الذي فقد كل شيء، الأمن والعمل، والمورد الاقتصادي، اختفت الخدمات الصحية، وشحت الموارد، وأصبحت العملة اليمنية بلا قيمة، والحوثيون وأتباع المخلوع صالح، يتفاوضون ولا يهمهم أن يتحول اليمن إلى محرقة كبرى فيما هم ينعمون بطيب الضيافة في أفخر فنادق الكويت وحسن وكرم وتعامل الكويتيين.
أما: إلى متى يظل الكويتيون ومن خلفهم دول الخليج العربية والعالم صابرين على خبث جراء ملالي إيران؟ فذلك علمه عند سدنة طهران وقم، الذين طالما يرون جراءهم ينفذون ما يؤمرون به فلا عجلة من أمرهم حتى يدمروا اليمن ويقتربوا بنيرانهم الطائفية من دول الخليج والجزيرة ويواصلوا إشعال النيران في أرض العرب.