فوزية الجار الله
للصيف مباهجه وإشراقاته رغم متاعبه، لعل إحدى هذه المباهج السياحة والسفر وبما أننا نعيش الآن موسم السياحة، وحيث يبدأ الكثيرون بحزم حقائبهم وأفكارهم وأحلامهم إلى إحدى المناطق الداخلية أو الخارجية كل حسب ما ترسمه له ظروفه ورغباته، لذا أجد الوقت سانحًا للحديث حول السياحة في بلادنا..
ذات زمن قرأت لأحد الكتّاب سطورًا ضمن مقال له يقول فيه: (يبدو أننا نحن الكتّاب نكتب لأجل أنفسنا لأجل المتعة ولكي لا نصاب بالزهايمر فلطالما كتبنا في سبيل الإصلاح ولا حياة لمن تنادي!)
وقد تطرقت إلى فكرة الكاتب ذاتها في أحد مقالاتي منذ أسابيع قلائل ذكرت فيه بأننا في زمننا هذا لم نعد نرى تجاوبًا سريعًا من المسؤولين كما كان الأمر منذ سنوات ليست بعيدة، ربما يكون السبب الأكثر احتمالاً لذلك هو اكتساح وسائل التواصل الاجتماعي عالمنا اليوم، حيث أصبحت الكتابة في متناول الجميع. أصبحنا نرى حسابات مفتوحة للجهات الرسمية للوزارات المختلفة على سبيل المثال، معظم هذه الحسابات الرسمية وُضِعَت للأسف على سبيل الاستعراض والوجاهة لا أكثر!
وسوف أذكر مثالاً حيًا هنا على ما أقوم به أنا وغيري من كتاب وكاتبات بالكتابة لأجل لفت الانتباه حوله ثم لا يجد تجاوبًا أو اهتمامًا، منذ نحو عامين كانت لي رحلة إلى مناطقنا السياحية أبها والطائف والباحة والحق يقال: إن الباحة كانت جميلة وأنيقة، كان ذلك واضحًا في شوارعها وأحيائها ويبدو متنزه رغدان الحديث الإنشاء متميزًا نظيفًا مجهزًا بالكثير مما يحتاجه السياح هناك بما يناسب طبيعة المنطقة.
أما الطائف وأبها فلن أقول بأن حالتهما يرثى لها، لكنني أقول بأنهما بحاجة إلى تركيز واهتمام من قبل جميع المؤسسات الحكومية هناك وعلى وجه الخصوص من قبل الأمانة وهيئة السياحة وأيضًا وزارة النقل والمواصلات.. على سبيل المثال منطقة الهدا السياحية يعاني الزائر لها من ارتفاع أسعار الشقق، لا يوجد اهتمام بالنظافة، عدا خطورة المناطق التي تقام عليها الشقق المفروشة حيث تقع على طريق الهدا السريع في الوقت الذي يوجد في الرصيف المقابل لها عدد من المحال ونقاط الخدمات مما يضطر الساكنون إلى عبور الشارع وهذا يمثل خطرًا كبيرًا، حيث لا يوجد رصيف للمشاة ولا حتى إشارات للمشاة، أما أبها فقد تحدَّثت عنها من خلال مقال مستقل كان أبرز ما ذكرته فيه التالي:
المنطقة الأخرى التي تثير الألم والأسى منطقة (السودة) التي تتميز بالجو اللطيف وتزينها الأشجار الطبيعية، لكن الملاحظ كثافة النفايات وعدم وجود رقابة إطلاقًا، كان يمكن ببساطة لبعض الموظفين المسؤولين في أمانة المدينة التجول بشكل مفاجئ ما بين فترة وأخرى وإجبار الشخص المخالف على دفع غرامة بحيث تسجل عليه مخالفة وتؤخذ معلومات عن مركبته، أما ترك الأمر هكذا على عواهنه فلن يأتي بنتيجة أبدًا.
كتبت كثير حول السياحة الداخلية كما ذكرت آنفًا ولم يصلني أي تجاوب حتى الآن، وقد لا يكون ذلك مهمًا في نظر المسؤولين يبدو أن أوقاتهم مزدحمة بما هو أهم! حسنًا الأمر الأكثر أهمية هو التحرك الفاعل على أرض الواقع الذي نتمنى أن يراه السياح في هذا الموسم.