خالد بن حمد المالك
العلاقات السعودية - الفرنسية ظلت على امتداد التاريخ تتسم بالتعاون الثنائي المشترك والتطابق في وجهات النظر، واحترام ما يتم الاتفاق عليه، والسعي المتواصل لتطوير الروابط التاريخية والقواسم المشتركة في علاقة بعضهما ببعض.
* *
ولم تتوقف اللقاءات والاجتماعات وتبادل الزيارات بين البلدين، سواءً على مستوى القيادات العليا، أو ما كان دون ذلك، ولهذا تأتي زيارة سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لفرنسا، وبدء برنامجه المهم بلقاء الرئيس الفرنسي هولاند، في وقت مبكر من وصوله إلى باريس، لتُظهر مجدداً الرغبة الفرنسية الجادة بتنمية العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، وحرص الرئيس الفرنسي على رأس حكومته في فتح فرص جديدة مع الأمير محمد للتعاون ومراجعة ما هو قائم وتفعيله.
* *
وأهمية زيارة الأمير محمد بن سلمان في هذا التوقيت بالذات، أن الزيارة تأتي مع الإعلان عن رؤية المملكة2030 وبرنامج التحول الوطني2020، وتوجه المملكة نحو ترغيب المستثمرين الأجانب وبينهم الشركات الفرنسية ورجال الأعمال الفرنسيين للاستثمار في مدن المملكة، مستفيدين من المزايا التي توفرها لهم الرؤية، وما انبثق عنها من برنامج للتحول الوطني.
* *
ومثلما تم في أمريكا من ترحيب للتعاون استثماريا مع المملكة، فمن الطبيعي أن يجد الفرنسيون في زيارة ولي ولي العهد فرصة لإظهار رغبتهم في الاستثمار بالمملكة، في ظل ما توفره الرؤية من مناخ مناسب لاستقطاب رؤوس الأموال الأجنبية للاستثمار المنتج في أسواقنا، وهذا ما أكده الوزير عادل الجبير من أن الرئيس الفرنسي قال عن الرؤية إنها ستُحدث نقلة نوعية، وأن أثرها سيشمل المنطقة، وأن فرنسا سوف تدعمها.
* *
غير أن زيارة سمو الأمير محمد لن تقتصر على بحث فرص الاستثمار بالمملكة، وإنما ستكون الأوضاع في منطقتنا فرصة للتباحث والمشاورات، بدءاً من بحث الأوضاع في اليمن وسوريا والعراق، وما تمر به من حالة حروب وعدم استقرار، مروراً بالإرهاب الداعشي، وليس أخيراً تدخلات إيران ودعمها للإرهاب في الدول العربية.