الجزيرة - أحمد المغلوث:
على الرغم من وجودها في بيوتنا وحتى قصورنا ومكاتبنا. بل في كل مكان يعيش فيه الإنسان. نظراً لحاجتنا اليها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. ومع هذا لا يعرف الكثيرون منا من أين جاءت هذه المادة العجيبة، وكيف باتت منتشرة في مختلف دول العالم. إنها «الفلين» هذه المادة التي تستخرج من لحاء شجرة بلوط الفلين، وهي كما هو معروف لدى البعض مادة أسفنجية هشة وخفيفة الوزن وهي كما جاء في تعريفها علمياً لا تمتص الماء بسهولة ويمكن ضغطها إلى حد كبير غير أنها تعود لحالتها السابقة بعد زوال الضغط.
وحسب (الانسكلوبيديا) العالمية فلقد استعمل الناس الفلين منذ القرن الرابع.ق.م. وقد لبس الرومان أحذية فلينية واستعملوها لتعويم السفن وشباك الصيد. وصنعت سدادات الفلين منذ القرن السابع عشر.. وشجرة بلوط الفلين تنمو في البرتغال وإسبانيا وشمال أفريقيا. وأجود أنواعها المستخرج من أشجار بلوط البرتغال. والمعروف ان هذه المادة لا تنزع من الشجرة إلا بعد مرور 20 - 25 سنة عندما تكون الشجرة قد بلغت فيها حداً معيناً من الارتفاع والنضج..؟!
هذا وتتم عملية حصاد الفلين خلال هذه الأيام من الصيف شهر يونيو ويوليو وعملية الحصاد لا يقوم بها الا عمال مهرة وأصحاب خبرة وتدريب فلو تعمق العامل بفأسه إلى داخل جذع الشجرة لتضررت وتوقفت عن النمو وبالتالي توقفت عملية الإنتاج.. سبحان الله..؟!
وهذه المادة العجيبة والمدهشة باتت تستعمل في مجالات كثيرة ومتعددة ولكنها تعتبر مادة مهمة في مجال العزل ولهذا تجمع المادة وتضغط على شكل ألواح وأغطية أنابيب. فنجدها بعدذلك في الكثير من المنتجات خاصة الثلاجات الخاصة بالآيسكريم واللحوم.. والجدران الديكورية والأرضيات والأسقف المستعارة وكعوازل للصوت في الاستديوهات أو الأماكن التي تحتاج للعزل. وكثير ما نشاهد أغطية الزجاجات الفلينية لأنواع مختلفة من المشروبات والعصائر..؟! وفي أنسجة البالون وحشو نشارته في بعض أنواع المراتب..
وصناعة الفلين في الدول المنتجة له صناعة مزدهرة ويعمل فيها الآلاف من العمال المهرة، سواء أكان ذلك في المزارع أو المصانع المنتجة لمختلف المنتجات التي تعتمد على هذه المادة العجيبة التي أوجدها الله سبحانه وتعالى داخل أشجارها..
وفي العقود الأخيرة تفنن المنتجون في إنتاج منتجات عالية الجودة من هذه المادة. والتي تستعمل كلوحات الإرشاد والتوضيح والإعلانات داخل المكاتب والمدارس والجامعات.. وحتى دخلت في مجال صناعة ألعاب الأطفال. والقبعات.. والمقاعد وحتى المكاتب. بل هناك من أبدع في استخدامها بصورة مدهشة في مجالات عدة كالأحذية.. والأعمال الفنية. وغرف النوم.. وألواح الجدران.. وهكذا باتت هذه المادة «الفلين» تدر ذهباً على أصحاب المصانع والشركات المنتجة لمئات الأصناف والأنواع الفلينية.؟!