تونس - فرح التومي:
فيما تسجل العاصمة تعزيزات أمنية غير مسبوقة ووسط حضور أمني ليلي مكثف أثار استغراب الشارع، فوجئ الرأي العام التونسي بورود تفاصيل مذهلة حول آخر عملية أمنية ناجحة نفذتها الوحدات النظامية خلال شهر مايو الماضي أوقعت من خلالها بالعشرات من العناصر الإرهابية المفتش عنها والضالعة في أحداث بن قردان التي جدت يوم 7 مارس الماضي وأدت إلى القبض على العشرات من المجموعات الإرهابية التي نفذت الهجوم فيما فر العشرات وظل الأمنيون يلاحقونهم إلى أن تم إيقافهم بأحد الأحياء الشعبية بالعاصمة. فقد أثبتت التحقيقات أن الأجهزة الأمنية استعانت بأحد أفراد العصابة الإرهابية للإيقاع ببقية العناصر، حيث تولى استقطاب أحد الشبان المتطرف الذي أوصله بدوره إلى مخبأ المجموعة الملاحقة.
وتقول المعطيات التي صرح بها مصدر أمني مطلع، بأن أحد قادة تنظيم «داعش» الإرهابي الذي كان يتحصن بأحد المنازل بأحواز العاصمة قرر بالتشاور مع الإرهابي المخبر إجراء عملية جراحية تجميلية في إحدى المصحات لتغيير ملامحه قصد الحصول على وثائق رسمية بهوية مزيفة قبل السفر بمعية بقية أفراد المجموعة خلسة نحو إيطاليا ومنها إلى أي دولة أوروبية هربًا من ملاحقة رجال الأمن له إلا أن يد القوات الأمنية كانت أقرب إليه من الحدود التونسية البحرية.
ويشار هنا إلى أن العاصمة تشهد حضورًا أمنيًا واسعًا جدًا بقدر ما شعر البعض بالاطمئنان لإقراره، بقدر ما أحس أغلب التونسيين أن تلك الإجراءات الأمنية غير المسبوقة وهذه التعزيزات التي تغطي كامل شوارع وانهج العاصمة بالنهار وخصوصًا بالليل، ليست سوى دليلاً على جدية التهديدات التي كانت وزارة الداخلية قد أقرت بوجودها مرات متتالية، بعد ثبوت تسلل مجموعات مسلحة إلى العاصمة لم تتوفق الوحدات الاستخباراتية إلى اليوم من تحديد مخبئها في انتظار ساعة الصفر وموعد تنفيذ مخططها الإرهابي الذي كانت عناصر موقوفة أكَّدت تواصل طبخه على نار هادئة. سياسيًا، وبعد تعطّل تنفيذ الرزنامة التي تم إعدادها لتفعيل مبادرة حكومة الوحدة الوطنية تم إدخال تعديلات عليها بحيث يكون الإعلان عن وثيقة آليات تنفيذ أولويات هذه الحكومة والشخصية التي ستقودها نهاية الأسبوع القادم. فبعد أن اعتقدت الأطياف السياسية أن تنفيذ مبادرة الرئيس الباجي قائد السبسي التي أطلقها يوم 2 يونيو الجاري بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية، لا يستوجب أكثر من أسبوعين، إلا أنه اتضح أن تكريس المبادرة على أرض الواقع أمر في غاية الدقة والتعقيد.