أرى أن الحب نولد عليه بالفطرة فمن حولنا هم من يجنسانه أو يحورانه أو يشعلانه ....!!
أشياء كثيرة نتنفسها نراها ونعيش في كنفها لا تتأثر بنا ولا بفرحنا ولا بصراخ أحزاننا كالشمس تطلع علينا كل يوم رافعة عنقها لم يحجب نورها ضيقنا..
لم تحزن الزهور لنا ولا أذكر أن المطر توقف عندما بكينا فلما نحن هكذا إذا لما الحياة تستمر في حين إننا نوقفها غصباً بيننا وبين أنفسنا... على أننا أيقنا أن الأقدار كفيلة بخلق ألف وجع يسكن أوجاننا..
أشياء نحبها لا نصيب لنا فيها وأشياء لا نريدها نعيشها قدراً وأشياء سُلبت من قلوبنا رغماً عن أنف عشقنا وأخرى خانت الود فينا.. وتلك التي جحدت كل معايير التضحية منا..
قليلة هي أحلامنا الوردية غالباً ما نرى الشمس بغتة بعد حُلمٍ سوداوي نكبر ولازال الأطفال في دواخلنا يطلبون كل هذا وذاك ولا نكتفي حزناً ونفرط بالحب وننكر الانتماء عندما أرى أبي شامخاً قوياً ومنتجاً مبتسماً ...أعرف أن القدر كفيل بإتيان أيام قاسية..فبغض النظر عن كل الأحزان التي مرت به!
رأيت غصة في حلق القوة مرة عندما توفي صديقه العزيز فجأة وهو في شوقٍ له سألته هل أنت حزين يا أبي ؟! وهو صامت فلم يجبني ثم تمتم قائلاً الحياة تريد الصبر ...
نعم.. يا هؤلاء لاشيء غير الصبر سيعين أدمغتنا على العيش.. لكن الحب تماماً كالنهر الذي تخضر على طريقه كل قلوب المتقاسمين معنا رغد الحياة ومُرها لا بأس ..وإن كانت الأقدار تفرضه إلزاما ..
نحن نعيش الفرح لحظة ونتنفس الوجع بتفاصيله على أن الأول حياة لنا.. والأخر موت... إلا أننا خُلقنا ((جزوعا)) اغتنموا ابتسامات الأصدقاء، اصرخوا بالفرح، اقفزوا بالشكر رددوا أن الحمد لله رب العالمين على كل ذلك الشعور، التفتوا لمن يمر ابتسموا لمن يبكي احتضنوا من يخاف كونو أشياء ً كالبصمات بينكم وبينهم الحب ...وان لم يكن قسمة به ألا أننا نستطيع إعطائه وبدون أدنى مقابل.
- شروق سعد العبدان