رجاء العتيبي
يمكن أن نعد برنامج (الشريان) الذي تعرضه قناة MBC في رمضان الحالي, وبرنامج (يا هلا) الذي تعرضه قناة روتانا خليجية, وبرنامج (بموضوعية) على قناة CNBC نماذج في فن الحوار التلفزيوني, ويمكن أن تكون معيارا لدى القنوات الفضائية الأخرى, لا نعني بذلك (صورة مقلدة) عن داود الشريان وعلي العلياني وراشد الفوزان، ولكن نعني (الحضور والطريقة والأسلوب والمنهجية والمحتوى).
هذا يقودنا إلى ضرورة دراسة معايير نجاح هذه البرامج, ومعايير نجاح المحاورين الشريان والعلياني والفوزان لتكون وصفة للمقدمين الشباب على الأقل في بداية طريقهم, تجنبا للاجتهادات الفردية التي يظهرونها بلا علم ولا تجربة ولا دراية.
أظنها مبادرة معقولة جدا عندما نقيم (ورشة عمل) يشارك بها عدد من المتخصصين لدراسة هذه البرامج والخروج بأسباب نجاحها, ومن ثم تصميم معايير لهذا النوع من البرامج تكون مرشدا لمن يعمل في البرامج الحوارية من الجنسين, ولا مجال هنا لحساسية المنافسة طالما أننا في منطقة تعليم وتطوير وتدريب, فالشريان شخصا وبرنامجا وقناة يستحقون وقفة إشادة وتقدير. كما يستحقها في الجانب الآخر الزميل/ علي العلياني والقناة روتانا خليجية, والزميل / راشد الفوزان والقناة CNBC، وعدد آخر من المقدمين المتميزين في عدد من القنوات الفضائية الأخرى قد لا يتسع المجال هنا لذكرهم جميعا.
ليس بالأمر الصعب أن تعثر على محاور نجم, ولكن الصعب أن تضع معايير للبرامج الحوارية في القناة, وهذه هي جوهر الأزمة, ونظرا لغياب تصميم معايير تضمن نجاح البرامج الحوارية والجدية في صناعة المحاورين المتميزين, نرى هنا وهناك برامج لا طعم لها ولا لون ولا رائحة, تفتقد إلى الإعداد الجاد, والحضور والعمق الثقافي والتخصص وتعكس صورة نمطية لدى المشاهد.
قد تكون القنوات التجارية, أكثر قدرة على الارتقاء بالبرامج الحوارية مقارنة بالقنوات الحكومية, تبعا لمبدأ المنافسة الشريفة, حيث تحصل برامجها على دعم مالي, وتقييم مستمر, بهدف استقطاب أكبر عدد من المشاهدين, الأمر الذي تكون ـ بعدها ـ منطقة إعلانات مستمرة.
ربما هذا أهم المعايير لتكون القناة قادرة على المنافسة, ففي مثل هذه البيئة تنشأ (برامج حوارية) قادرة على استقطاب المشاهد والمعلن, أما أن تنتظر القناة (ميزانية) حكومية تصرفها على البرامج, فهذا يمثل العهد القديم, ولا أظن أن لها مجال في رؤية التحول الوطني2020, ورؤية السعودية 2030، التي تنص على الأفكار الاستثمارية وتنويع مصادر الدخل وكفاءة الإنفاق.