«الجزيرة» - فن:
عندما يتم تناول عمل درامي تاريخي ينبغي على كاتب العمل أن يحرص كل الحرص على تقديم الحقائق التاريخية والأحداث كما حدثت دون (تزييف) أو (مُغالطات)، مع الأخذ بعين الاعتبار تقديم رؤيا فنية بنظرة الكاتب والمخرج معاً.
في مسلسل (سمرقند) الذي يعرض حالياً على شاشة mbc لاحظنا منذ البداية وتحديداً في الحلقات الأولى مشاهد غير واقعية، ولم تحدث في تاريخ هذه المدينة منها وجود الجاريات بطريقة (مبتذلة) ومبالغ فيها كثيراً، وكذلك وجود (العبيد).
وفي المقابل (تغاضى) الكاتب عن أحداث مهمة، بل ومهمة جداً حدثت في هذه المدينة، التي تُعد مفصلاً مهماً في التاريخ الإسلامي في آسيا الوسطى، بسبب وجودها كرابط استراتيجي في «طريق الحرير» بين الشرق والغرب، وهي بالمناسبة من المدن التاريخية القديمة وتضم آثاراً تاريخية سياحية لها قيمها الجمالية والثقافية، والمدينة يعود عمرها للقرن الثامن قبل الميلاد وتتبع جغرافياً في الزمن الحاضر دولة أوزبكستان.
طبعاً نحن هنا لا نُقلل من الاهتمام بجمالية الصورة من قبل المخرج إياد الخزوز وأيضاً لا نُقلل من (حرفية) الداء لدى الفنانين المشاركين واهمهم عابد فهد، يوسف الخال، ميساء مغربي ولكن نؤكد أن العمل ابتعد كثيراً عن الحقائق وهذا جعله (يخسر) نسبة لا بأس بها من المتابعين.
الجدير بالذكر ان العمل مأخوذ من رواية أمين معلوف وصاغه محمد البطوش وضم مجموعة من الفنانين العرب وهو إنتاج أردني، كما لا تفوتنا الإشارة إلى أن هناك عملاً قديماً تم تقديمه بإنتاج مصري بعنوان (الطريق إلى سمرقند) شارك فيه نخبة من نجوم الدراما منهم محمد العربي، هناء ثروت وآخرون.