بيروت - هناء حاج:
وصل مسلسل «يا ريت» إلى منتصفه وباتت الصور الغامضة فيه تظهر للعلن من خلال البحث الدائم لبطله ميار «تيم حسن» الذي يفتش عن زوجته «نادين نسيب نجيم»، ويدخل في العديد من المتاهات والمفارقات الاجتماعية والبوليسية، حتى وصل به الحال إلى الهوس المرضي بها، على الرغم من التساؤلات الكثيرة حولها وعلى الرغم من خطورة حياتها واحتيالها وإجرامها بحقه وبحق غيره.
حملت الحلقات المتتالية من مسلسل «نص يوم» الذي يقوم ببطولته كل من: تيم حسن ونادين نجيم وأويس مخللاتي، وفادي أبي سمرا، وجهاد سعد، وشربل زيادة، وعمر ميقاتي وأنجو ريحان، كتابة باسم سلكا، وإخراج سامر البرقاوي.
المعروف عن الممثل تيم حسن اختياره عملا أو عملين في السنة، إلا إذا وجد عملا يستفزه ليكسر قاعدته هذه، فحين يحضر العمل الفني المهم عنده يحضر الاستثناء.
وفي مسلسل «نص يوم» يتحدى نفسه في شخصية «ميّار»، وعنها يقول إن هذه الشخصية قليلة الوجود في الحياة العملية الجافة، وكأنّها قطيعة بين عصرين: عصر الموت عشقاً وحبّ النظرة الأولى واللمسة الأولى، وعصر البرودة والقيم المستوردة بدمها البارد بشكل عام. المشكلة أنّ الفرق بين العصرين هو عشر سنوات أو خمس عشرة سنة على أبعد تقدير.
ويشرح تيم الصعوبات العديدة التي واجهها أثناء أدائه الشخصية، بدءاً بأماكن التصوير متنوّعة ما يسبّب تعباً، بالإضافة إلى المنعطفات النفسيّة التي تتطلّب تحضيراً فيزيولوجياً وذهنياً لتصل بشكل حقيقي للمشاهد المترصّد والمتطلّب. وتكشف شخصية «ميار» نقص في مخزون الحب الموجودة عند بعض الرجال. فهو استطاع المحافظة على قلب جيّاش بدم الصدق والشغف والحب كمراهق.
وحول فكرة المسلسل التي قيل إنها مقتبسة، لا يظهر تيم حسن تأثره بطرح البعض لهذا الموضوع، كون الكثير من الأعمال اقتبست عن قصص وروايات، إلا أن المعالجة الدرامية للعمل هي التي تفرض نفسها حين يقتنع المشاهد بالسياق الدرامي للمسلسل نفسه، ويبقى المنطق المطلوب هو المسيطر.
أما نادين نجيم التي تحمل أكثر من اسم ولقب وشخصية في هذا العمل، فقد أثبتت جدارة كبيرة بانتقالها من شخصية إلى أخرى، تتلون مع حاجاتها للشخص المقابل لها، فحين تتمكن من اقتناص فرصتها واستغلال الطرف الآخر تختفي لتتغير بشخصية أخرى. وهنا تبرز جدارة في الأداء.
وتصف نادين شخصيتها في «نص يوم» بالجريئة التي حفّزتها على التحدي أكثر، فهي ترفض تكرار الأدوار، فبعد أن برزت بدور الفتاة البريئة والمرأة العاشقة والبدوية، عادت لتظهر بدور الشريرة القاتلة الاستغلالية اللعوب، وتبرع في دورها هذا من خلال النظرة التمثيلية أمام الشخصيات المقابلة، نظرة فيها حزن دفين أو براءة تخفي وراءها الكثير من الأسرار التي ستكشف في نهاية العمل الذي سيحمل العديد من المفاجآت غير المتوقعة.