في عام 1945م بسان فرانسيسكو ، تحرّك هذا الإمضاء على إحدى صفحات ميثاق الأمم المتحدة؛ ليعلن انضمام بلاده إلى الأمم المتحدة.
لم يُمنح ذلك التفويض للتوقيع على ذلك الميثاق الأممي الهام لبلاده من فراغ، فهو من أوائل المبتعثين إلى الولايات المتحدة الأمريكية في مجال التربية والتعليم بجامعة كولومبيا في عشرينيات القرن الماضي؛ ليعود إلى بلاده متطلعا إلى التحديث واتباع أفضل المناهج في مجال التربية والتعليم بما يتوافق مع طبيعة بلاده؛ ولأنه امتلك تفكيرا منفتحا يختلف عن جيل النخب الذين كانوا قبله في بلاده الذين درسوا في إسطنبول إبان العهد العثماني؛ ولأنه من أوائل العقول التي انفتحت على الغرب لذا عرف جيدا دهاليز العقل السياسي الغربي واستطاع المساهمة الفاعلة بالدفاع عن الدول العربية, والحصول على استقلالها من المستعمر الأجنبي.
لم تكن حياة «ابن العراق» - كما لقبه الذي كان يذيّله أسفل المقالات - حافلة بالإنجاز والزهو فحسب؛ بل عرف جيدا رائحة سجن أبي غريب والمحاكمة وسمع بإذنه نطق الحكم بالإعدام، نتيجة التصفية الجائرة التي كادت أن تكون من عبدالكريم قاسم لكبار الشخصيات الذين كانوا يعملون في العهد الملكي؛ لولا العفو العام الذي أصدره بعد ضغوط دولية من بعض رؤساء الدول و تقديرا للمكانة المرموقة التي يحظى بها «ابن العراق» على المستويين العربي والدولي. أستعيدُ «ابن العراق» الذي قال قبل الرحيل: «حلمي أن أموت و أرى أمتي قد اتحدت وأن تسير في طريق الوئام و النمو»، وكم العراق بحاجة إلى أبنائه الآن أكثر من أي وقت مضى؛ نظرا للحالة غير المستقرة التي يعيشها بلاد الرافدين.
إمضاء المفكر والسياسي العراقي وأحد رواد التربية و التعليم في العالم العربي: محمد فاضل الجمالي (1903م - 1997م): لم يتحرك إلا على الأوراق الداعية للخير و السلام والوئام.
- حمد الدريهم