خَطرتْ تُباغتني كما السنواتِ
وتَمايلتْ كالظلِّ في الفلَواتِ
ميّاسةٌ في خطوِها أهزوجةٌ
طربتْ لها الدنيا مع الزّفَراتِ
تابعتُها في لهفةٍ فتعانقتْ
أرواحُنا، في مَولدِ النظراتِ
قالت وفي أسلوبِها معزوفةٌ
كم أشرقتْ في حُلّةِ الكلماتِ
الحبُّ ما قد عشتَهُ يا سيّدي
لا ما روتْهُ تجاربُ العشَراتِ
الحبُّ ما قد أزهرتْ أغصانُه
في راحتيكَ، ومالَ بالثمراتِ
الحبُّ ما هدْهَدتَهُ مُتخايلاً
متناقضاً في الضّحكِ والعَبراتِ
الحبُّ ما كتبتْ يداكَ برغبةٍ
من صدقِها فاقتْ على الرَّغباتِ
الحبُّ ما أنجزتَهُ متسائلاً
لا ما تكوَّنَ من جنى الأزَماتِ
الحبُّ ما أذكى الوضوحُ خيولَهُ
لا ما توالَدَ ضائعَ القَسَمَاتِ
يا ربةَ الحسنِ استثرتِ سواكني
ووطئتِ صحواً ثائرَ المَلكات
ما أنتِ ما سرُّ الكلامِ مُرمّزاً
وأرى الفضولَ يغذُّ في الخطواتِ
يا سيِّدي ما العشقُ إلا حالةً
فيها الحياةُ تَضجُّ في الخَلوات
عُمرٌ تَهجّى الوصلُ في إيوانهِ
لا ما تقزّمَ في لظى النّزواتِ
الحبُّ في بذلِ العزيزِ لأهلِه
تَشييدِ ما يبقى لما هوَ آتي
الحبُّ في عُمرٍ جعلتَ شعارَهُ
وطني سلمْتَ بعزّةٍ وثباتِ
الحبُّ في حُمّى المَراحلِ جنّةٌ
فيحاءُ في سبقٍ وفي عثَراتِ
الحبُّ ينمو في مفاصلِ عمرنا
كالماءِ كالأجواءِ كالنّسَماتِ
الحبُّ صوتُ الحقِّ في أعمالِنا
الحبُّ روحُ الناسِ في الدعواتِ
الحبُّ في حرفٍ يناضلُ صامداً
أو ريشةٍ تَشتاقُ للضرباتِ
الحبُّ في حبرٍ تسامى خالداً
بالعلمِ والآثارِ والخَلَجاتِ
الحبٌ تِبرٌ، كم تنامى أهلُه
فتوارثوهُ بقسوة وشَتاتِ
الحبُّ في عطرٍ تمرّدَ ثائراً
كالفارسِ الموعودِ بالصَّهواتِ
الحبُّ في وطنٍ أضاءَ جبينُهُ
بالمجدِ بالإنجازِ بالبركاتِ
الحبُّ أشكالٌ، فخُذْ ما تشتهي
أو ما يُناسبُ دولةَ السّنَواتِ
- محمد عابس