قد يزعج هذا العنوان القارئ؛ وأعتذر إذ يفعل! ولكني أردت فقط أن أشد انتباه النقاد وعشاق الشعر الذين ما زالوا يتنفسون من خلاله!
أقول في البداية: هذه المقالة تتوجه بالدرجة الأولى إلى النقاد والمهتمين بدراسة الشعر وما يتعلق به من قضايا. وفيها أتناول مصطلحًا عروضيًّا، يستخدمه بعض الباحثين، هو مصطلح (رِجْل) و(أرْجُل) أو (قَدَمْ)و(أقدام) عند بعض آخر.
إن القارئ للدراسات والمقالات التي تتناول العروض العربي مقارنًا بالعروض في اللغات الأخرى يمكن بسهولة أن يلاحظ أن ثمة خلطًا بين بعض المصطلحات والمفاهيم؛ ومن هنا ينتج سوء الفهم، ونصل إلى نتائج غير صحيحة أو ضعيفة علميًّا. ومن ذلك عدم التفريق بين الإيقاع والوزن, وعدم التفريق بين المقطع والتفعيلة, أو بين النظام الكمي والنظام النبري الذي تعتمد أي منهما أو تمزج بينهما لغة من اللغات.
وقبل البدء بهذا التتبع لمصطلح (الأرجل) أفتتح بالقول إن النظام العروضي لأية لغة من اللغات إنما ينبع من طبيعة اللغة نفسها؛ يقول إدوارد سابير: «والخلاصة أن النظم اللاتيني واليوناني يعتمد على مبدأ التقابل الكمي, والنظم الإنجليزي على مبدأ التقابل النبري, والنظم الفرنسي على مبدأي العدد والترجيع (echo), والنظم الفرنسي على مبادئ العدد والترجيع وتقابل الدرجات (pitches). وكل نظام من هذه النظم الإيقاعية ينبع من العادة الحركية غير الواعية في اللغة, صادرة من شفاه الشعب. ادرس بعناية النظام الصوتي للغة ما، وعلى الخصوص صفاته الحركية، تعرف أي نوع من النظم قد أوجدت, أو كان ينبغي أن توجد».
أما بخصوص مصطلح (الأرجل) فقد لفت انتباهي هذا المصطلح وأنا أعد بحثًا عن الخليل بن أحمد؛ لأشارك في ملتقى اليوم العالمي للغة العربية في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، الذي انعقد في يوم الاثنين 3 ربيع الأول 1437هـ، الموافق 14 ديسمبر 2015م. وقد أرجأت تتبعه والبحث فيه آنذاك. واليوم أردت أن أشارك القراء المهتمين هذه الدراسة المتضمنة المعلومات المتنوعة بهذا الخصوص, وأطرح بعض الأسئلة، وأعرض عددًا من التفصيلات التي قد يجدون فيها بعض الفائدة, وسأنشرها مسلسلة على حلقات حسبما يقتضي المقام.
- د.فاطمة بنت عبدالله الوهيبي
Rafeef 2010@gmail.com