موضي الزهراني
تحت رعاية الوكيلة المساعدة لشؤون الأسرة بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية الأستاذة لطيفة بنت سليمان أبونيان، نظمت الإدارة النسائية العامة بالجمعية الوطنية للمتقاعدين مشكورة السبت الماضي 19-6-2016م أمسية رمضانية بعنوان «تُراث الشُعوب» بمشاركة بعض السفارات العربية والإسلامية، وكان الحضور فاعلاً ومميزاً من المتقاعدات من مختلف القطاعات الحكومية، مما يدل على أن الإدارة النسائية بالجمعية بدأت تخطو خطاها الصحيحة نحو الهدف من تأسيس الجمعية منذ عام 1423هـ، حيث كان الكثير من المتقاعدين والمتقاعدات يجهلون الأهداف من إنشاء جمعية تعني بشئونهم! لكن ما يهمني هنا هو الجانب النسائي الذي لم يحضر هذه الأمسية الرمضانية بكل هذا الحماس والتفاعل إلا من أجل الاستفادة من خدمات الجمعية، والتي لن تألو جهداً من خلال إدارتها النسائية التي تأسست بتاريخ 1-5-1437هـ حيث تركز رؤيتها على تحقيق «إدارة متميزة وطنياً والمساهمة في ترسيخ المفاهيم الإيجابية عن الإدارة النسائية ورسالتها السامية»، ولكن الرسالة التي لابد أن تشعر بها المتقاعدات جميعاً هي «أن التقاعد ليس مرحلة توقف أو اكتئاب أو نهاية لخدمة الوطن»، بل مرحلة للانطلاق الذاتي والاختياري لكل مواطن بذل الكثير خلال 40 سنة في مجال عمله الحكومي أو الخاص، لذا فإن الجمعية عليها مسئولية عظيمة من خلال فروعها المنتشرة في جميع مناطق المملكة «20» فرعاً، وذلك للعمل على تغيير المفهوم الاجتماعي الخاطئ والسائد سابقاً عن التقاعد، وأنه نهاية لكل مواطن أعطى الكثير ويحتاج للتقدير والتكريم وليس للتهميش، خاصة أن رسالتها تقوم على تصحيح الصورة النمطية عن التقاعد والمتقاعدين! ولقد أكَّد ذلك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في كلمته الأبوية «الوطن في حاجة للاستفادة من خبرات المتقاعدين»، مما يتطلب من الجمعية الانتشار إعلامياً وميدانياً أكثر من وضعها الحالي، وتوثيق الشراكات الاجتماعية مع القطاع الخاص لتحقيق الجزئيات الاجتماعية في الرؤية السعودية 2030م «وطن طموح مواطنة مسؤول»، فالمواطنة ليست محددة بالعمر بل بالقدرة والرغبة في العطاء وإثبات الذات، والمتقاعدون باختلاف جنسهم لديهم خبرات وتجارب لابد من الاستفادة منها في المشاركة والدعم لخطط ومشاريع الجهات التي خدموها لسنوات طويلة، أو لمجالات تطوعية أخرى تدعم العمل التنموي في الوطن، «فالمتقاعد خبرة تراكمية وثروة يفتخربها الوطن» عبارة جميلة مطبوعة على مطويات الجمعية، لكن برنامج التحول الوطني الذي نتأمل تحقيق رؤيته التنموية خلال 2020م لم يغفل أهمية ترجمة هذه العبارة الوطنية المهمة من خلال مبادراته المستقبلية المليئة بالأمل في تسخير طاقات المواطنين للنهوض بتلك المبادرات من أجل مصلحة الوطن. لذا فإن المتوقع من الجمعية على مستوى الوطن الكثير سواء كان ذلك حقوقياً أو تنموياً!