تولوز - ا ف ب:
لم يكن أكثر المتفائلين في المعسكر الويلزي يحلم بأن يتمكّن المنتخب الوطني من إنهاء مشاركته الأولى على الإطلاق في كأس أوروبا في صدارة مجموعة تضم الجارة العملاقة إنكلترا، لكن حلم الـ«دراغنز» تحول إلى حقيقة.
ونجح المنتخب الويلزي في تحقيق حلم مزدوج لأنه تجاوز دور المجموعات في أول مشاركة له، كما تفوق على الجار الإنكليزي «المتعجرف» الذي اكتفى بالمركز الثاني بعد تعادله الاثنين مع سلوفاكيا صفر- صفر، فيما حقق الجار «الصغير» فوزاً كبيراً على روسيا 3 - صفر.
وتدين ويلز بوجودها هنا إلى نجم ريال مدريد الإسباني غاريث بايل الذي سجل ثلاثة أهداف في ثلاث مباريات وكسب التحدي الذي أطلقه عشية لقاء الإنكليز في الجولة الثانية رغم الخسارة التي مُني منتخب بلاده أمام «الأسود الثلاثة» في مباراة سجل خلالها هدف التقدم لكن رجال روي هودجسون عادوا في الشوط الثاني ونجحوا بخطف الفوز في الوقت بدل الضائع.
«صدارة المجموعة، إنه حلم بالنسبة لجميعنا»، هذا ما قاله بايل بعد الفوز الكبير على روسيا، مضيفاً: «قلنا في السابق إننا لا نريد أن نكون رقماً إضافياً في البطولة وفي الواقع لا يمكننا أن نحقق أفضل مما حققناه».
ومن المؤكد ان ما تحقق الاثنين جعل بايل اكثر ثقة بنفسه وأكد إلى حد ما صحة ما أطلقه الأسبوع الماضي بأن بلاده «تتمتع بكبرياء وشغف أكثر» من جارتها العملاقة إنكلترا التي «تبالغ في تقدير حجمها وقيمتها دون أن تحقق النتائج».
ورغم أن التصريح الذي أدلى به بايل أثار حفيظة الإنكليز وهودجسون الذي رأى أن ما قاله النجم الويلزي يعبر عن «قلة احترام»، تمسك لاعب ريال مدريد بموقفه وقال إنه سعيد لأن الإنكليز شعروا بالإهانة، مضيفاً: «حقاً وبصراحة، أنا لا اكترث لما يقولونه. نحن نعرف أننا فريق جيد ونعرف انه باستطاعتنا الفوز عليهم إذا كنا في يومنا».
صحيح أن ويلز خسرت تلك المواجهة البريطانية بطريقة دراماتيكية، إلا أنها عوضت ذلك بأفضل طريقة من خلال «التحليق» فوق إنكلترا بعد «أفضل مباراة شاركت فيها مع المنتخب» بحسب ما قاله بايل بعد اكتساح روسيا، مضيفا: «بدأنا المباراة بشكل جيد جدا ولم نكن متوترين في البداية، بل كنا واثقين بأنفسنا».
أما المدرب كريس كولمان فقال: «قلت في السابق أن هذه المجموعة (من اللاعبين) لديها المزيد لتقدمه. هذه المجموعة في طريقها لتحقيق المزيد حتى بعد انتهاء البطولة.
أنا والطاقم الفني سعداء بوجودنا هنا مع هذه المجموعة. لا نخشى أي شيء ولا أرى أي سبب يدفعنا لذلك بعد الطريقة التي لعبنا بها».
ويأمل الويلزيون في أن يتواصل الحلم القاري السبت عندما يواجهون ثالث المجموعة الأولى أو الثالثة أو الرابعة، فيما ستضطر انكلترا إلى مواجهة ثاني المجموعة السادسة وهناك احتمال بان يكون المنتخب البرتغالي ونجمه كريستيانو رونالدو.
- هودجسون يهدد - ولا يبدو هودجسون، أقله ظاهرياً، مهتما بهوية الفريق الذي سيواجهه الانكليز في ثمن النهائي بل تعهد بان يجعل الفريق المنافس «يدفع ثمن» السيطرة التي فرضها فريقه في مبارياته الثلاث دون أن يترجمها إلى أهداف.
ورأى هودجسون الذي ينتهي عقده بعد البطولة القارية، إنه «لم يكن بالإمكان أن نفعل أكثر مما فعلناه» في مباراة سلوفاكيا، مضيفا: «سيطرنا على المباراة من البداية حتى النهاية وحصلنا على الكثير من الفرص، وفي يوم ما سننجح في تحويل هذه الفرص إلى أهداف».
وواصل: «في ما يخصني شخصيا، لا يمكنني التقليل من حجم المجهود والعمل الذي قام به اللاعبون. من المخزي بعض الشيء ان المباريات الثلاث التي لعبناها كانت الهجوم في مواجهة الدفاع.
في الواقع، لم اتوقع بان يتمكن الفريق الانكليزي من فرض سيطرته في بطولة على ثلاث مباريات بالقدر الذي سيطر عليها هنا، وبالتالي هذا الأمر يجعلني اشعر بالرضا».
وأردف قائلا: «أنا واثق أننا عاجلا أم آجلا سنجعل احد المنافسين يدفع الثمن لأنه إذا واصلنا سيطرتنا وخلقنا الفرص بهذه الطريقة، سننجح في نهاية المطاف في تسجيل الأهداف».
وبإنهائها الدور الأول في المركز الثاني لمجموعتها، تعقدت مهمة إنكلترا في البطولة القارية لأنها قد تواجه فرنسا المضيفة في الدور ربع النهائي، لكن هودجسون أكد للتلفزيون البريطاني أنه «بالطريقة التي نلعب فيها، أنا لست خائفا من أحد»، ثم عاد وخفف من حدة «تهديده» في مؤتمره الصحافي وأعرب عن إحباطه لعدم التمكن من الوصول إلى الشباك.
وهنأ هودجسون ويلز على تصدرها المجموعة لكن على مضض وهو حاول التقليل من حجم هذا الانجاز بالقول إن «المباراة كانت هامشية بالنسبة لروسيا لكننا نهنئ ويلز على فوزها بالمجموعة، إنه مجهود جيد من طرفهم. أردنا الفوز بالمجموعة، لكن علينا أن نرضى الآن بالمركز الثاني».